قال رئيس حمس، عبد الرزاق مقري، إنه بغض النظر عن حقيقة التصريحات التي أدلى بها السفير الفرنسي بخصوص أن 60 بالمائة من التأشيرات تمنح لمنطقة القبائل، غير أن الذي يعرف تاريخ فرنسا الاستعمارية المرتكزة على استراتيجية ”فرق تسد”، يدرك أبعاد هذا التصريح، فهو ليس مجرد عبارة عابرة. وأضاف مقري، على صفحته الرسمية في ”الفايسبوك”، أن تصريحات السفير الفرنسي تشبه تفريق الفرنسيين، على لسان بعض الإعلاميين وبعض المسؤولين في فرنسا ذاتها، حينما يتحدثون عن الجزائري، فيصفونه بالقبائلي، حين يتعلق الأمر بالمنحدر من منطقة القبائل، ويقولون جزائري حين يتعلق الأمر بالمنحدر من غير منطقة القبائل. وأشار المتحدث إلى أن هذا السلوك هو سلوك استعماري اشتغلت عليه فرنسا كثيرا أثناء الفترة الاستعمارية من خلال ما يسمى بقانون ”الظهير البربري” الذي أصدرته في المغرب وطبقته كذلك في الجزائر، ومن خلال كثير من السياسات المتنوعة في ميدان الدراسات الأنتروبولوجية والتاريخية المفبركة، وسياسات التعليم وحملات التنصير، ولكنها فشلت فشلا ذريعا إذ تفاجأت ببروز منطقة القبائل كمنطقة جزائرية من أكبر المناطق مقاومة للاستعمار ومن أكثر المناطق التي أنجبت زعماء كبار في الثورة التحريرية على غرار عبان رمضان، كريم بلقاسم، محمد السعيد، آكلي مقرات المعروف بمحمد أولحاج، آيت أحمد وآخرون، ومن أكثرها سخونة وتضحية أثناء الثورة التحريرية، ومن أكثرها عمارة بزوايا تحفيظ القرآن الكريم وإجلالا لتعاليم الإسلام. وأكد رئيس حمس أن السفير الفرنسي يعتقد بأن الجزائر في حالة ضعف بسبب ضعف الدولة الجزائرية جراء خيبات النظام السياسي الحالي، وأقل مناعة بسبب ارتفاع أصوات بعض العملاء، وأن فرنسا أصبحت هذه الأيام أكثر تأثيرا بسبب تحكم لوبياتها في الجزائر، فحان الوقت للعودة للأساليب الاستعمارية بغرض الإجهاز على سيادة الجزائر من خلال سياسة فرق تسد والتحكم الكلى في مصيرنا وتحويل الجزائر من منطقة نفوذ إلى منطقة تبعية أو تقسيم الجزائر وفق الحلم الاستعماري القديم الذي أبطلته الثورة التحريرية وجعل بلادنا دويلات ضعيفة متناحرة وكلها محتاجة للدعم والرعاية الفرنسية، وذلك في حالة الفشل في الهيمنة على الجزائر كلها وهي واحدة موحدة. وذكر مقري بكلمة الجنرال الفييتنامي جياب الذي قال إن ”الاستعمار تلميذ غبي” يكرر دائما نفس السياسات ودائما يندحر، مبرزا أن منطقة القبائل هي نفسها التي قاومت سياسة التفريق الاستعماري ولم تكن في حاجة لمن يعطيها دروسا في الوطنية، قائلا إن ”هذه المرة كذلك سكان منطقة القبائل هم الذين بعراقتهم وأصالتهم وتاريخهم، من سيعطينا دروسا في الوطنية ومن سيعرف كيف يسكت هذا الباطل ويدمر هذا الكيد”.