قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة البريطانيّة، لندن، يوم الثلاثاء، إن الدول العربية ستسعى لتطبيع علاقاتها مع تل أبيب في حال وافق رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، على مبادرة السلام السعوديّة، التي أقرّتها جامعة الدول العربيّة في قمّة بيروت عام 2003. وأبدى بلير الذي قاد في وقت سابق الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، اقتناعه بأن العرب سيجعلون مبادرة السلام السعودية ”أكثر مرونة” سيتخذون خطوات ملفتة نحو تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية عن مبادرة السلام العربية إطارًا للمفاوضات مع الفلسطينيين. وأبدى بلير اقتناعه من تحقق هذا المسعى في ظل وجود القيادة الحاليّة الجديدة في المنطقة، لكّنه يبقى مقرونا برد نتنياهو على مبادرة السيسي المتعلقة بمبادرة السلام العربيّة والخطوات المستعدّة إسرائيل لاتخاذها تجاه الفلسطينيين. وزعم بلير أنه ظل غياب الثقة بين القيادتين الإسرائيليّة والفلسطينيّة والقيود السياسية القاسية التي يتواجد بها الطرفين، فإن نجاح المفاوضات يكمن في التدخل الفاعل للدول العربيّة، مضيفًا ”ينبغي توسيع قاعدة دعم مسار السلام، نحن بحاجة لمساعدة دول المنطقة، الأبواب بين الدول العربية وإسرائيل مغلقة الآن، ومفتاحها تقدّم مسار السلام مع الفلسطينيين”. وأوعزت صحيفة ”هآرتس” العبرية استنتاجات بلير إلى التفاهمات بين وزير المالية، موشي كحلون ونتنياهو، ظانا أن الحكومة الإسرائيلية ”ستبقى مستقرّة حتى العام 2019 وأن الطريق الوحيد لدفع المفاوضات بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال هو إدخال المعسكر الصهيوني إلى الحكومة الإسرائيليّة”، وكان بلير قاد زار القاهرة مؤخرا التقى خلالها كبار الشخصيات والمسؤولين المصريين لبحث سبل دعم عملية السلام بين الفلسطينيين والاحتلال. كما عرض مبادرة سياسيّة إقليميّة على ضوء المبادرة الفرنسية لعملية السلام بالتنسيق مع الرئيس المصريّ، عبد الفتاح السيسي، من أجل فتح المجال لانضمام المعسكر الصهيوني إلى حكومة نتنياهو، حيث ألقى السيسي لذلك خطابًا الأسبوع الماضي الخصوص، وهو ذات الأمر الذي حمل هرتسوغ للقول في خطابه بالكنيست، مؤخرا، إن هنالك فرصة إقليميّة نادرة لدفع عملية السلام. وفي سياق آخر، جدد بلير دعوته للغرب بشن حرب برية كبيرة على تنظيم الدولة الإسلامية في سورياوالعراق، لدحر التنظيم وطرده من المناطق التي سيطر عليها في كلا البلدين، داعيا إلى عدم تكرار ”أخطاء الماضي”، ومشيراً إلى ما جرى في الحرب على العراق، قائلاً بأن ”إعطاء المجال لهذه التنظيمات الإرهابية بالسيطرة على المزيد من المساحات، سيكون له عواقب كارثية”، وأن ”الحل يكمن بشن حملة برية ضخمة تشارك فيها العديد من الدول الفاعلة في التحالف الدولي على مواقع التنظيم والمدن التي يحتلها”. وقال بلير: ”هذه الحرب هذه هي حربنا، فإن لم نذهب للقضاء عليهم هناك،، فسيأتون لمهاجمتنا هنا في قلب أوروبا، وعندها لن نستطيع منعهم ”.