يشارك وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، اليوم، في الإعلان عن الإصدار الجديد حول مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر والصادر عن مركز الأهرام للنشر في العاصمة المصرية القاهرة، ويحمل الكتاب عنوان ”صقر الصحراء.. الأمير عبد القادر والغزو الفرنسي للجزائر”. ويقدم الكتاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث مما جاء في تقديم مؤلف سكاون ولفريد بلنت وترجمة الدكتور صبري محمد حسن، أن للأمير عبد القادر فضلا كبيرا في نهضة الجزائر الحديثة، ناهيك عن قيمه الإنسانية النبيلة التي زرعها في الرعيل الأول من المجاهدين. وأبرز رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قيم التسامح والإنسانية التي ميزت فكر وسيرة الأمير عبد القادر الجزائري، الذي ”أدرك جيدا أن لا قيمة للمقاومة حين تخلو من قيم ومبادئ الإنسانية”. وأضاف رئيس الجمهورية في تقديمه لهذه الترجمة التي قام بها صبري محمد حسين من مركز الأهرام للنشر، أنه من خلال استقراء فكر هذه الشخصية ”ندرك أن المحبة والإنسانية وقيم التسامح كانت تسبق دائما صليل السيوف ودوي المدافع ولعلعة لرصاص..فاحترمه العدو قبل الصديق، وأحبه البعيد قبل القريب”. وتابع الرئيس بوتفليقة بأن ”رجلا عظيما مثل الأمير عبد القادر استطاع أن يوجه مشاعر الإنسانية كلها من حالات مختلفة إلى حالة مشتركة تحملنا على حبه والبحث في سيرته ومساراته، عن الإكسير الذي جعل منه قائدا للثورة وقائدا للمحبة مشرعا للدولة ومشرعا للإنسانية”. ولدى تطرقه إلى الجوانب الإنسانية من سيرة هذه الشخصية، لاسيما إطلاقه لسراح عشرات الأسرى، أكد رئيس الجمهورية أن الأمير عبد القادر ”لم يكن رجل حرب بقدر ما كان رجل سلم، ولم يكل حامل سيف بقدر ما كان حامل ورد”. وفي هذا المجال ذكر الرئيس بوتفليقة بمواقف هذه الشخصية في دمشق ”عندما آوى، وحمى، هو وأهله وذووه، آلاف المسيحيين الفارين من فتنة عام 1860”، مشددا على أن الأمير ”كان يعمل وفق عقيدته السمحة، مخالفا حينها التوجه الديني الضيق، الذي نراه اليوم، ليؤسس لسلوك إنساني أوسع”. وأكد في هذا الجانب على ”الحاجة الماسة ” إلى هذه المواقف لاسيما في هذه ”الظروف التي تعيشها البشرية عموما والعالم العربي”. واستطرد رئيس الجمهورية بأنه ”بات لزاما على الشعوب التي ترغب في أن تتسم بالنبل وتتصف بالفضل، أن تجعل من الأمير عبد القادر مشتركا إنسانيا بينها، وهو القائد العسكري والشاعر الأديب والعالم الفقيه والفيلسوف الصوفي والثائر النبيه الألمعي الذي ما وطئت قدماه أرضا إلا وترك شيئا من روحه فيها”. وأكد في هذا الصدد أنه ”لا غرابة، في أن يسبق فكر الأمير عبد القادر البشرية جمعاء في وضع أول قانون إنساني، سبق ظهور الصليب الأحمر بسنوات عدة”. وأضاف أن عظمة الأمير ”تظهر جلية في المبادئ العامة التي حملها مشروع الدولة الجزائرية”، مبرزا أنه ”رغم الظروف السياسية التي أحاطت بالأمير والتي لم تكن لتسمح بظهور فكر سياسي استثنائي خارق، إلا أننا نلمح في مشروعه ملامح ومعالم دولة مدنية حديثة ليضعها في منعطف تاريخي غير مسبوق، برؤية حكيمة رزينة متزنة”. وأكد في هذا الشأن بأن ”مبادئ الدولة الجزائرية التي تصورها نبعت من رجل سياسي مقاوم، فيلسوف أديب، مثقف (...) ينبذ الفرقة بين الديانات ويقدم نفسه كرجل حوار”. وخلص إلى القول بأن المتمعن في ”مسيرة هذا الرجل العظيم، يدرك جيدا قيمة التسامح كحاجة إنسانية ملحة تستحضرها البشرية اليوم، وهي تغوص في وحل الكراهية وبؤر التطرف”، مبرزا أن التسامح ”هو القانون الذي أهمله المشرعون وأعمله الأمير عبد القادر الجزائري وجعل منه دستورا في معاملاته حتى مع المستعمر الفرنسي”.