أقام مساء أول أمس الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حفلا تكريميا لفنان أغنية الشعبي الراحل دحمان الحراشي، بحضور عائلته ووزراء الثقافة، الخارجية والاتصال، ناهيك على وجوه فنية كبيرة في مجال الغناء والتمثيل. وأدى مجموعة من الفنانين روائع الفنان دحمان الحراشي، وكانت بداية السهرة مع نجمة الغناء الأندلسي نسيمة شعبان التي أدت أغنيتين من ريبرتوار الفنان، الأولى كانت بعناون ”بسم الله العظام” والثانية ” كيفاش ننسى بلاد الخير”، قائلة بأنه كان لها شرف الغناء إلى جانب دحمان الحراشي سنوات الثمانينات. وقال الموسيقي كمال حمادي الذي اشتغل كثيرا مع الراحل دحمان الحراشي ويعد من أقرب أصدقائه، أن الراحل كان يتنرفز كثيرا خصوصا أثناء التسجيل، مضيفا بأن الراحل فنان كبير واستطاع أن يكسب مكانة كبيرة عند الجمهور. جاء الدور بعدها على رضا دوماز الذي قال بأنه لا يعرف التقليد وسيغني للفنان الكبير دحمان الحراشي بطريقته، وأدى دوماز أغنية ”غير اللي يحب صلاحو” وردد معه الجمهور كلمات هذه الأغنية التي يحفظها وتقول ”غير لي يحب صلاحو واحد بالمية تصيب في عشرتو شبعان وعلاش الناس قباحو كل واحد يقول من عندي يا فلان لقلوب قساحو ولحسود قداو النيران”، وأردفها بأغنية ”حبر دبر”. واعتلى المنصة بعدها نجله ”كمال الحراشي” الذي أدى أغنية ”غنى فن وخلاه” وهي أغنية تكريمية لوالده والتي تفاعل معها الجمهور الكبير الحاضر في القاعة، وقام بعدها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي برفقة وزير الخارجية رمطان لعمامرة ووزير الاتصال حميد ?رين بتكريم عائلة دحمان الحراشي حيث استلمت زوجته ونجله التكريم. وتواصلت السهرة مع المطربة الشابة أمل زان التي غنت ”أشداني نخالطو” و”خبي سرك”. وأعطى دحمان الحراشي، وهو من مواليد 1926، للأغنية الشعبية الجزائرية رونقا خاصا حيث غلب على كافة أغانيه طابع المعنى وتميزت أغانيه بأسلوب جميل يعالج قضايا المجتمع، ومن أهم الأغاني التي قدمها رائعة ذائعة الصيت ”يا الرايح”، التي انتقد فيها موضوع هجرة أبناء الجزائر إلى فرنسا، وهذه الأغنية لا تزال تغنى من جيل إلى جيل، حيث أعادها الفنان الجزائري رشيد طه وقد لاقت ولا تزال تلاقي انتشار لافت في أواسط الشباب من أبناء الجاليات العربية المهاجرة في أوروبا، وتقول كلماتها ”يا الرايح وين مسافر تروح تعيا وتولي، شحال ندموا العباد الغافلين قبلك وقبلي، شحال شفت البلدان العامرين والبر الخالي: شحال ضيعت وقات وشحال تصيد ما زال تخلي”. وأثرى دحمان الحراشي ريبرتوار الموسيقى الجزائرية بأغان يحفظها الصغير والكبير منها أغنية ”خليوني” والتي أعادت غناءها الفنانة لطيفة التونسية عام 2003 وأغنية ”ربي بلاني بالطاسة”، كما غنى ”غير اللي يحب صلاحو”، ”خبي سرك يا الغافل” وغيرها من الروائع التي بقيت تغنى حتى اليوم. وقال وزير الثقافة أن هذا التكريم هو الوفاء والعرفان للذين خدموا الثقافة والتراث والفن بصدق، ونجحوا في حفظ أسمائهم في وجدان الناس، مضيفا: ”دحمان الحراشي شكل تيارا فنيا مختلفا، لا هو شعبي كما هو سائد ولا هو عصري مثلما هو سائد، بل أخذ بينهما واختار الكلمات والمضامين، حيث غنى للغربة، للوطن، للإنسان والقيم التي نشأ عليها الجزائريون ولواقعية كلمتها، كما أن وصوته يختلف عن غيره، ونحن من واجبنا ايفاء الاسماء الكبيرة حقها، بهذه اللفتة التكريمية ودحمان الحراشي لا يجب أن يمر هكذا اسمه لأنه قاد الفن الجزائري إلى العالمية”. وبشأن عملية توثيق الأغاني، قال ميهوبي أن هناك مؤسسات تعمل على توثيق الأغاني وتسجيلات صوتية وبحوث علمية يقوم بها الديوان، بالإضافة إلى عشرات الأسماء وثقت أغانيها وهناك قائمة أخرى، وبالتالي هذا جزء من الحفاظ على التراث الموسيقي الجزائري. وقال نجل الفنان كمال الحراشي أن والده أعطى الكثير للفن الجزائري وهو فنان شامل يكتب ويلحن ويغني، مضيفا بأنه سعيد جدا لهذا التكريم وأن والده يستحق أن يكرم لأنه ترك بصمة وهو مدرسة.