يعيش سكان حي إيبوراسن ببلدية واد غير التابعة لولاية بجاية، على وقع كارثة بيئية حقيقية جراء إقدام السلطات المحلية على إنجاز مفرغة عمومية بالمنطقة، والتي قوبلت بالرفض من طرف المواطنين، حيث ناشدوا السلطات العمومية التدخل لإعادة النظر في مكان هذه المفرغة وتحويله، كون عواقبه سلبية على البيئة في المنطقة وعلى صحة السكان الذين يعانون أمراضا تنفسية معقّدة. وقال أحد سكان المنطقة إن "مشكل المفرغة العمومية بدأ سنة 2011 عندما قررت المصالح الولائية ببجاية الشروع في إنجاز مفرغة عمومية بمنطقة إيبوراسن ببلدية واد غير، على أن تكون وفق معايير بيئية ملائمة. لكن السكان يعودون للتأكيد أن القرار تم اتخاذه بطريقة انفرادية ولم تتم استشارتهم حول هذه المفرغة العمومية، التي - حسبهم - لم يتم إنجازها وفق المعايير الدولية المطلوبة أوالمحددة آنفا. وقال أحد أعضاء لجنة الحي "إن المسؤولين الذين كانوا وراء المشروع لم ينتهوا من إنجازه وبقي مفتوحا على الهواء الطلق، وبالتالي كل النفايات التي ترمى هناك تؤثر على المنطقة وصحة السكان بطريقة مباشرة والروائح الكريهة تنبعث لمسافات طويلة". وقد تم اختيار مدخل وسط مدينة بجاية، وبالضبط منطقة إيبوراسن، لاحتضان مشروع المفرغة العمومية التي تقرر تحويلها إلى هناك، بعد غلق مفرغة بلدية بوليمات التي تبعد بحوالي 15 كم عن عاصمة الولاية، فكانت الكارثة البيئة على المنطقة، حيث قال أحد الشبان الناشطين ضمن المجتمع المدني إن "اختيار مكان المفرغة العمومية تم بطريقة عشوائية لأنه تجاهل آراء السكان، وهذا يعتبر، حسبه، بمثابة استفزاز واستخفاف بالسكان، ما جعلهم يخرجون في مسيرات واحتجاجات وغلق الطرقات المؤدية من وإلى المدينة للمطالبة بردم المفرغة والبحث عن مكان آخر بعيد عن المدنية لإقامتها. وقال المبادرون إلى الاحتجاج أن "هذه المفرغة العمومية تسببت في أمراض عديدة للأطفال والنساء، لاسيما الحوامل منهن وحتى الرجال والمسنين لم يسلموا من شرها"، ثم تابع أحدهم قائلا "منذ إقامة هذه المفرغة انتشرت الأمراض بسرعة البرق وسط سكان المنطقة خاصة التنفسية منها، وتم تسجيل حالات إصابة بالربو، أما الحساسيات التنفسية فحدث ولا حرج وهي تعد بالعشرات". وقد دفع الوضع هؤلاء للاحتجاج وغلق الطريق بالمتاريس للمطالبة بردم المفرغة التي لم يحترم منجزوها المعايير اللازمة، مثلما يؤكدون وأصبحت تشكل خطرا على الصحة والبيئة على حد سواء. وكشف أحد المنتخبين الولائيين ببجاية أن "المشروع لم يستوف كل الشروط وأنجز بدون تحقيق عمومي مسبق، ولم تدرس انعكاساته على صحة سكان المنطقة والبيئة"، ثم واصل "المسؤولون المحليون مطالبون بردم هذه المفرغة العمومية وإعادة النظر في المشروع والبحث عن مكان آخر له بعيدا عن السكان". وناشد سكان إيبوراسن السلطات العمومية الإسراع في إيجاد حل لهذه المفرغة التي أصبحت "كابوسا" ينغس حياتهم ويهدد صحة ذويهم لتفادي المزيد من الاحتقان والخروج في احتجاجات، قد لا تكون في صالح استقرار المنطقة، خصوصا مع اقتراب موسم الاصطياف.