تطورت حالة الرفض ضد الجالية الجزائرية بفرنسا إلى حملة طرد تقوم بها السلطات الفرنسية، حيث نقلت جريدة لوباريزيان، أمس، أنه تم طرد سنة 2015، ما يقارب 831 جزائري من التراب الفرنسي، وتمت أغلب عمليات الترحيل بعد تفجيرات باتكلان التي هزت قلب العاصمة باريس شهر نوفمبر المنصرم، ومن المتوقع أن تستمر الحملة قبل حلول الانتخابات الرئاسية المقبلة.استهدفت الحملة التي قامت بها وزارة الداخلية الفرنسية بالتنسيق مع مصالح الهجرة، بالدرجة الأولى الغجر القادمين من رومانيا، ثم المهاجرين الألبان، وفي الترتيب الثالث الجزائريين الذين استهدفتهم الحملة مباشرة عقب التفجيرات الإرهابية الأخيرة وما رافقها من تعزيزات أمنية بفرنسا. وتعد نسبة الجزائريين هامة في تعداد الأجانب المتواجدين على التراب الفرنسي بدون رخص إقامة ووثائق رسمية، حيث يقدر عددهم ب10471 مهاجر من مختلف الجنسيات، بعضهم تبين لمصالح الأمن أنهم يحملون وثائق مزورة للبقاء بفرنسا. وعلى العموم جاء ترتيب الجزائريين في مقدمة الجنسيات المغاربية المعنية بعملية الطرد من التراب الفرنسي، حيث يقدر عدد التونسيين المعنيين بالترحيل ب772 شخص، ثم 731 مغربي. وتعد الجالية الجزائرية المتواجدة بفرنسا كبيرة مقارنة بالجنسيات الأخرى، بحكم اتفاقيات الهجرة الموقعة بين باريس والجزائر سنة 1968 وحركية التنقل، غير أن تفجيرات باتكلان شهر نوفمبر المنصرم وقبلها الاعتداء على جريدة شارلي إيبدو شهر جانفي، غيرت الكثير من الموازين تجاه المهاجرين المغاربة بصفة عامة، وساهمت الحملات الإعلامية التي تقودها أحزاب اليمين في استهداف الجالية الجزائرية. ويتوقع مراقبون أن ترتفع أكثر خلال الأشهر القادمة ضد المسلمين بفرنسا، سيما وأن الأحزاب المتطرفة تتخذ من المهاجرين وقودا لحملاتها الانتخابية.