”نحن مع المعارضة السورية ونؤيد الجيش الحر وضد حزب الشيطان, من فضلك لا تجادلي المعارضة السورية نحن وهي في خندق واحد, لا تتدخلي أرجوك ولا تشوشي على المؤتمر”, هذا الكلام للسيدة الإيرانية المشرفة على الوفود العربية التي حضرت التجمع السنوي الموسع للإيرانيين في باريس والذي يستمر من السبت إلى غاية غد الإثنين, وجهته لي قبيل افتتاح المؤتمر لأنني رفضت توقيع بيان للمشاركين العرب يدين تدخل نظام الملالي الإيراني في الأزمة السورية وفي لبنان واليمن, ويتهم النظام الإيراني بدعمه داعش وتشتيته الصف الفلسطيني وتقسيم صفوف المقاومة الفلسطينية. رفضت التوقيع وقلت أنا لست مع المعارضة السورية وأعتبر حزب الله المقاومة الوحيدة في المنطقة, وداعش هي إنتاج أمريكي, وإذا أردنا إدانة التدخلات في قضايا المنطقة لابد من إدانة كل التدخلات وعلى رأسها السعودية وقطر, لأن الأزمة كل متكامل, لا يمكن إغفال جوانب القضية الأخرى. ومن ساعتها وأنا مراقبة ويشار إلي بالأصبع وأيضا متهمة بأنني سأفسد عرس المعارضة الضخم, هذا الذي أتساءل من أين لمعارضة تعيش في شتات في الخارج أن تنظم لقاء بهذا المستوى حضره بضعة آلاف جاءوا من كل أصقاع الأرض على نفقة الجمهورية الإيرانية في المهجر التي تترأسها السيدة مريم رجفي. رفضت أخذ الكلمة والصعود إلى المنصة لأنني كنت أعتقد أن مجاهدي خلق, مجاهدي الشعب الإيراني الذين سرق الملالي ثورتهم في سنة 1979 وأجبروهم على الهجرة وإقامة مخيم الحرية في الأراضي العراقية زمن صدام, ما زالوا يقدسون الحرية وما زالوا يقاتلون من أجل الديمقراطية في بلادهم إيران, لكن لما يعتبرون ضحايا النظام السوري شهداء والآخرين الذين تقتلهم داعش مأسوف عليهم ويبررون, بل يباركون عاصفة الحزم التي تحصد أرواح الأبرياء في اليمن, صاروا مثل أية معارضة أخرى عراقية أو سورية أو غيرها تحت تصرف من يدفع أكثر, والذين يدفعون اليوم ويمولون ليسوا مجهولين. لا أدافع عن نظام الملالي الإيراني وقد أضر بلادي أثناء الأزمة وحاول تصدير الثورة إلينا سنوات الثمانينات والتسعينات وكان له نصيبه من الدمار الذي حل بنا تماما مثلما فعلت الوهابية, فلماذا شيطنة النظام الإيراني اليوم ونعد المملكة صديقة يجب العمل إلى جانبها لتحرير إيران, فهل حررنا الشعب السعودي؟ أربعون سنة من المعارضة والعيش في مهجر معاد أحيانا للمجاهدين والضغط عليهم لما تكون مصالح الغرب مواتية للمصالح الإيرانية, ما جعل هذه المعارضة التي كانت شرسة تسقط في فخ المساومات وما أكثرها اليوم في خضم الصراع الخليجي الإيراني. فهل ما زال مجاهدو خلق, مجاهدي الشعب الإيراني, لقد تغير الكثير منذ وقوفهم إلى جانب صدام في حربه ضد إيران!!! وما حضور الأمير تركي بن فيصل آل سعود مهرجان المعارضة, أمس, إلا دليل على وضع المملكة يدها على المعارضة الإيرانية ورهن المجاهدين ماضيهم النضالي في خدمتها!