نفى وزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، أن تكون الجزائر على علم بهوية الصحفي الإسرائيلي، جدعون كوتس، الذي تسلل للجزائر ضمن الوفد الصحفي المرافق للوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، في زيارته الأخيرة للجزائر، وجدد الوزير التزامه بعدم تكرار هذا السيناريو بموجب الإجراءات الجديدة التي تم اتخاذها. وقال الوزير لعمامرة، في رده على السؤال الكتابي الذي وجهه له النائب عن تكتل الجزائر الخضراء ناصر حمدادوش، أن الصحفي الصهيوني "جدعون" الذي يشتغل في جريدة "معاريف" الصهيونية، والذي اخترق "الحكومة" و"الرئاسة"، حصل على هذه التأشيرة بصفته يحمل الجنسية الفرنسية وجواز السفر الفرنسي، ويعمل لمجلة فرنسية وصادرة بفرنسا، معترفا في رده أنه قد انحرف عن المهمة التي جاء من أجلها، وأنه تعاطى مع قضايا ونشر ملفات في صحف غير التي اعتُمد من أجلها، ولا علاقة لها بالزيارة التي تغطى باسمها. وذكر رمطان لعمامرة، أنه جرت العادة على تبسيط إجراءات منح التأشيرة للفرق الصحفية المرافقة لهذه الشخصيات، ولا يتم رفضها إلا في حالات نادرة استثنائية، وأبرز أنه ونظرا لكون الصحفي لم يلتزم بالموضوع الذي اعتمد من أجله، حيث مارس نشاطا صحفيا "غير مرخص" من قبل بعض الدوائر الوزارية من خلال تعاطيه مع قضايا لا صلة لها مع زيارة الوزير الأول الفرنسي، أخطرت وزارة الخارجية السلطات الفرنسية بذلك، مع الاستهجان لهذا التصرف اللامسؤول، لمنع تكرار هذه المواقف. وشدد لعمامرة، في رده على النائب، على أن الخارجية تدرك تماما حساسية موضوع تعاطي الإعلام الأجنبي مع الوضع في بلادنا، وتتكفل بهذه الملفات بكثير من الحزم والتدقيق وبالتنسيق الكامل مع مختلف المؤسسات الوطنية المختصة. هذا وعقب النائب ناصر حمدادوش، على رد الوزير بالقول أن هذه الحادثة تبقى وصمة عار في جبين الدبلوماسية الجزائرية، وهي التي تنبطح وتتساهل دائما مع كل ما هو فرنسي، بالرغم من هذه الفضائح المتكررة، مشيرا إلى أنه لا يمكن تبرير هذا التساهل تحت ذريعة الأعراف الدبلوماسية، فقد سبق لصحفيين ووسائل إعلام فرنسية الإمعان في الإساءة وتشويه صورة الجزائر ورموزها ومؤسساتها، وأن الجانب الفرنسي غير مؤتمن في هذا الجانب، وقال أنه "لا يعقل أن تغيب عن دبلوماسيتنا الموقرة وعن مصالح الأمن الخارجي حقيقة هذا الصحفي الصهيوني، وهو العامل والنشيط والمعروف في وسائل الإعلام الإسرائيلية، والدليل هو نشره لمثل هذه التقارير في جريدة "معاريف" الصهيونية، في انتهاك صارخ وانحراف واضح لالتزاماته بالرخصة الممنوحة له". بالمقابل، أكد النائب أن الخطر الدائم هو البوابة الفرنسية، التي لا ترقب في الجزائر أي ذمة، وتمعن دائما في الإذلال والاعتداء بالعقلية الكولونيالية، وخرق قواعد الاحترام والدبلوماسية والعلاقات المشتركة على حساب السيادة الوطنية.