كشفت توقعات أمريكية أن تتعرض أسواق النفط العالمية لعجز في المعروض بدءا من الربع الرابع من العام الجاري، وهو ما سيدفع بالأسعار إلى الارتفاع لتلامس حدود 70 دولارا للبرميل السنة المقبلة. قال الخبير الاقتصادي المختص بدارسة أسواق السلع الأساسية بالمصرف الأمريكي، "بنك ميريل لينش"، فرانسيسكو بلانش خلال مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" إن سعر برميل النفط في نهاية العام الجاري، سيرتفع إلى 55 دولارا أمريكيا. ووفقا لتوقعات "بنك ميريل لينش" الأمريكي، سيرتفع سعر برميل مزيج "برنت" مطلع عام 2017 إلى 61 دولارا، وسيواصل صعوده ليصل بنهاية العام القادم إلى 70 دولارا. وبالمقابل، انخفضت أسعار النفط أمس في الوقت الذي تتقلص فيه التوقعات بتدخل قوي من المنتجين في السوق خلال مباحثاتهم المقررة الشهر المقبل، وبحسب "رويترز"، فقد جرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت بسعر 49.40 دولارا للبرميل منخفضا 27 سنتا عن الإغلاق السابق، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 15 سنتا إلى 47.18 دولار للبرميل. وتتجه أنظار الخبراء والمحللين حاليا إلى اجتماع منتدى الطاقة العالمي، الذي سينعقد في الجزائر ما بين 26 و28 سبتمبر، حيث من المخطط له أن تعقد الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة "أوبك" مباحثات للنظر في الوضع الراهن في سوق النفط العالمية. وأعلن الأمين العام لمنظمة "أوبك"، محمد باركيندو، في تصريح نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية، أنه يرى "توافقا متزايدا" بين الدول المنتجة للنفط على ضرورة التحرك لاتخاذ مواقف أكثر استباقية فيما يتعلق بإدارة الإنتاج من أجل دعم الأسعار. وأشار إلى أن اعتماد نهج عدم التحرك لا يسمح بالتوصل إلى سعر عادل للجميع. ورأى باركيندو أن لأوضاع سوق النفط الحالية علاقة بما حدث في السنوات الأخيرة، عندما ارتفعت أسعار النفط إلى مستويات لا تحتمل، ووصلت خلال الأعوام 2008 و2009 و2014 إلى مستويات لم نتوقعها. وشدد على وجود توافق متزايد في أوبك وخارجها، وأن على المنتجين فيها وخارجها اتخاذ مواقف أكثر استباقية، فيما يتعلق بإدارة الإنتاج كي يكونوا على تكامل مع القوى التقليدية للسوق. وفي المقابل، قلصت تصريحات لوزير الطاقة السعودي خالد الفالح الاسبوع الماضي، التوقعات بتدخل قوي من المنتجين في السوق خلال مباحثاتهم المقررة الشهر المقبل، ما دفع أسعار النفط امس إلى الانخفاض، في حين أشار محللون إلى استمرار تخمة المعروض التي تؤثر سلبا على السوق. وقال الفالح لا نعتقد أن تدخلا كبيرا في السوق ضروري باستثناء أن نسمح لقوى العرض والطلب بأن تقوم بالعمل لنا، مضيفا أن السوق تتحرك في الاتجاه الصحيح بالفعل.