يبدو أن الإشاعات الأخيرة بشأن إغراق السوق بمآزر مسمومة حققت مرادها وخلقت نوعا من التخوف في أوساط الأولياء الذين فضلوا خياطة "الطابلية" كما نسميها بالعامية، بدل اقتنائها، لتصبح ورشات الخياطة مقصد العائلات، واستغل البعض الآخر تمرير سلعهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعيدا عن مصالح الضرائب. في الوقت الذي حذر مختصون من خطر اقتناء أدوات مدرسية ومآزر مجهولة المصدر وتأثيرها على صحة الأطفال مع عرضها في السوق بأسعار زهيدة، اختارت العديد من العائلات خياطة مآزر لأبنائها المقبلين على الدراسة عوض اقتنائها اقتصادا في المال من جهة وتجنبا لبعض الأخطار التي قد تعرض صحة أولادهم للخطر من جهة أخرى، الأمر الذي ساهم في انتعاش ورشات الخياطة، بعدما عرفت ركودا في الآونة الأخيرة بسبب قلة اليد العاملة وارتفاع أسعار المواد الأولية، وهو ما دفع ببعض أصحابها إلى وضع إعلانات، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكذا واجهات المنازل بحثا عن الزبائن، عارضين بذلك خدمات بأقل التكاليف تماشيا مع القدرة الشرائية للمواطنين. خصصت بعض ورشات الخياطة عملها حول صناعة المآزر، لتصبح بذلك مهنة ظرفية للكثيرين ممن يبحثون على الربح السريع ، حيث فتحت هذه الأخيرة المجال للبعض بعرض إبداعاتهم وتصاميمهم في هذا المجال الذي استطاع أن يخلق جوا من المنافسة بين السلع التي نراها في الأسواق والمحلات وتلك التي تتفنن في صنعها أنامل الحرفيين، وهو ما وقفنا عنده في زيارتنا لإحدى الورشات التي فتحت عرضا خاصا لمختلف أنواع المآزر وبمختلف الألوان والأشكال مع إدخال طابع عصري عليها، كالدونتيل والحاشية وحبات السمسم والعقاش، وبالأخص مآزر البنات، الأمر الذي جذب العديد من الأمهات، لاسيما من لديهن فتيات يدخلن لأول مرة للمدرسة، وهو ما أكدته بعض السيدات اللواتي يبحثن عن أشياء مميزة لبناتهن "أن خياطة المآزر أحسن بكثير من شرائها، لتنوع تصاميمها والتأكد من سلامتها". نفس الرأي لمسناه عند سيدة أخرى اختارت "الدانتيل " لتزيين مآزر ابنتها مع تصميم نصف أكمام، مشيرة الى أنها أرادت أن تخيط مأزر مميز لابنتها الوحيدة ولايشبه أي مآزر آخر في السوق. من جهة أخرى، تعرف بعض مواقع التواصل الاجتماعات وفي مقدمتها فايسبوك عروضا مميزة لخياطات أبدعن في تصميم المآزر، الأمر الذي نال اعجاب الأمهات وغيرهن، حيث أدخلن بعض اللمسات العصرية بطريقة ذكية للفت انتباه الزبائن، ليتحول هذا الموقع الى سوق افتراضي لكسب الربح بعيدا عن الضرائب وكذا مكان لتمرير السلع في وقت قياسي ودون حواجز، وهو ما شجع الكثيرين على عرض تصاميمهم وبالأخص ربات البيوت ممن يتمتعن بهواية وحرفة الخياطة، ليصبح فن الخياطة مطمح اقتصادي بامتياز.