أعادت مؤخرا دار النشر ”سيديا” إصدار كتاب ”جزائريات قلعة أومبواز-يتبع الأمير عبد القادر”، لكاتبته أمال شواتي، والتي كانت قد اصدرته بفرنسا سنة 2013 عن دار نشر ”لا شومينونت”. ويعد العمل بحثا في تاريخ جزائريات رافقن الأمير عبد القادر في سجنه بقلعة أومبواز الفرنسية، بحيث بعد قراءة الكاتبة لكتابات ”عبد القادر لوماقنانين” ل ب.ايسيان وف.بويون عن دار نشر غاليمار، دفع الكاتبة أمال شواتي التي قرات عن الجزائريات والأطفال المرافقين للأمير عبد القادر بسجن أمبواز إلى البحث في خبايا وأعماق تلك الرحلة الشاقة والتي سبقت منفاه بدمشق السورية. وكون الروايات التاريخية التي تذكر بالخمس سنوات لسجن ”عبد القادر”، لا تتكلم كثيرا عن الذين اشتركوا مع الأمير عبد القادر في سجنه، لتقوم الكاتبة أمال شواتي بنزع الحجاب عن تاريخ تلك النساء السجينات. وقررت الكاتبة شواتي قراءة المحفوظات والسجلات لإخراج تاريخ النساء والأطفال المسجونين مع الأمير عبد القادر لمدة خمس سنوات في فرنسا، أربع سنوات بقلعة أمبواز وسبعة أشهر بمدينة بو وثلاثة أشهر بتولون. وبدأت الكاتبة شواتي بحثها وقراءاتها من سنة 1847 إلى غاية 1852 تاريخ نهاية سجن الأمير بقلعة أمبواز، لتقول لنا ما بالمحفوظات المتحدثة عن النساء والأطفال، بحيث تكشف أن النساء المرافقات للأمير كانوا نساء من خط مباشر للأمير، كوالدته وشقيقته وثلاث زوجات له وأولاده والموظفين ونساء وأطفال إخوته الثلاثة. ويعد كتاب ”جزائريات قلعة أومبواز”، بحثا متميزا للكاتبة أمال شواتي، وهذا للتوضيحات والتصحيحات التاريخية التي قدمتها عبر المؤلف، وأيضا لملئها لفراغات تاريخية ملحوظة. وتقوم الكاتبة أمال شواتي عبر كتابها الذي سيتم تقديمه بالجزائر خلال الصالون الدولي للكتاب المزمع تنظيمه في الفترة ما بين 26 أكتوبر - 6 نوفمبر، بنقل القارئ إلى الأماكن والناس التي زارتها لتعطي وجها وجغرافيا للقصص الأرشيفية، بحيث تفتح الدفاتر التاريخية على القارء لإعادة بناء هذا الجزء من التاريخ الخفي، وليعطي عمل امال شواتي صوتا لتلك النسوة المنسيات.