هو مشروع جديد الأول من نوعه في الجزائر، أراد صاحبه أن يكون متعدد الفائدة، وذلك بقيامه بجمع زيوت القلي المستعملة من المطاعم والفنادق، والثكنات العسكرية، وغيرها من الجهات التي تفضل بيع هذه المواد المنتهية الصلاحية بأسعار رمزية عوض التخلص منها، ليتم استغلالها بتصفيتها وتنقيتها كمرحلة أولى قبل تصديرها إلى الدول الأوروبية بشراكة تونسية. أراد خالدي حسن، صاحب مؤسسة ”روسيكولم”، أن يضرب أكبر عدد من العصافير الممكنة بحجر واحد، بفتح أول شركة وطنية تعنى بجمع زيوت القلي المستعملة عن طريق التنقل بين مختلف الجهات التي يعرف عنها الاستعمال الكبير لهذه المادة، حيث تقوم شاحنات خاصة عبر كامل التراب الوطني كل يوم بالتنقل بين المطاعم، الفنادق، محلات الأكل السريع، الثكنات العسكرية، ومطاعم المؤسسات العمومية والخاصة، المدارس والجامعات.. وغيرها. فبعد تلقي اتصال هاتفي من القائمين على هذه الجهات يتجه سائقو الشاحنات الصغيرة المزودة ببراميل بلاستيكية لجمع هذه الزيوت التي انتهت صلاحيتها جراء تكرر مرات استعمالها في قلي الوجبات الغذائية، ومقابل قيمة مالية بسيطة تقدر ب 10 دج، كمبلغ رمزي لتشجيع التعاون مع هذه المؤسسة الصغيرة. رغم بساطة المشروع وتمحوره أساسا في جمع كميات من الزيوت المستعملة في القلي، ثم تصفيته بطرق بسيطة لإزالة الشوائب الظاهرة، ثم تصديره كمادة أولية خام إلى البلاد المجاورة تونس، ليتم نقله بحرا إلى أوروبا. إلا أن صاحبه خالدي حسن يطمح من خلاله لتوفير مناصب شغل لليد العاملة، حيث تمكن من تشغيل ما يزيد عن 15 شخص لحد الآن. وعبر تواجده في مختلف ولايات الوطن ال 48، يقول محدثنا أنه يقدم خدمة بيئية بامتياز من خلال جمعه لزيوت القلي التي تم استخدامها، مجنبا إياهم التخلص منها في مجاري المياه ما يجعله عنصرا ملوثا للبيئة. كما يقول المتحدث ذاته أن خدماته لا تقف هنا بل تستمر لتطال الجانب المادي، من خلال تقديم ثمن رمزي لكل من يتعاون معه في تقديم هذه المادة التي هي في الحقيقة دون قيمة بالنسبة للمواطن وذات قيمة كبيرة بالنسبة لهذه المؤسسة الصغيرة، التي تقوم بدورها بالمساهمة في الاقتصاد الوطني من خلال إدخال العملة الصعبة إلى الوطن، بعد تصدير هذه الزيوت إلى الجارة تونس. وفي حديث ذي صلة يقول رئيس مؤسسة ”روسيكولم” لجمع الزيوت أنه بعد عملية تصفية هذه الزيت بطرق بسيطة، يتم تحويلها عن طريق البر إلى تونس، ثم تصدر إلى الدول الأوروبية أين تستخدم كوقود للسيارات وإنتاج طاقة بديلة أوما يسمى ”بيو ديزيل”. وعن اعتماد هذه الطريقة في تصدير هذه الزيوت، يقول محدثنا إن النقل البري أسهل بكثير من البحري من كل النواحي. كما أن الاستعانة بالخبرة التونسية توفر عليهم الكثير من الجهد والعناء بسبب قدمهم وخبرتهم الكبيرة في هذا المجال، لا سيما أن مؤسستهم لاتزال فتية في هذا المجال رغم اعتمادها من طرف وزارة البيئة منذ أكثر من فترة لا بأس بها.