شدّد الدكتور بومدين بوزيد، مدير الشؤون الثقافية في وزارة الشؤون الدينية، على ضرورة تكفل الدولة بدعم دور النشر المختصة في الكتب الدينية، متسائلا عن الأسباب التي تجعل من الكتاب الديني الأجنبي أقل ثمنا من الكتاب الديني المحلي، وكذلك عن أسباب عزوف الإعلام الجزائري عن الترويج للكتاب الديني ومؤلفه، على خلاف باقي التخصصات الأخرى. ودعا الدكتور بومدين بوزيد، خلال إشرافه، يوم الجمعة، على تنشيط يوم دراسي حول الإسلام في إطار البرنامج الثقافي للطبعة ال21 للصالون الدولي للكتاب، إلى إعادة صياغة القوانين الخاصة بالصفقات العمومية المتعلقة باقتناء الكتب في المؤسسات التعليمية والتي تدعم لحد الساعة المستورد على حساب المنتج المحلي، وهو ما يضعف قوة الكتاب الجزائري على منافسة الكتاب المستورد، مؤكدا على ضرورة دعم الكتاب الديني بالشكل الذي يضمن تغيير نظرة القارئ الجزائري بخصوص المنتوج الفكري الديني من جانبه السلبي المهتم بكتب تفسير الأحلام والدجل إلى نظرة إيجابية عميقة وواعية. من جهته، أكد الباحث عيسى إسماعيل أن المنجز الديني الجزائري في مجال الكتاب أهم من نظيريه في منطقة المشرق العربي الذي يحقق الكم على حساب الكيف، فيما يهتم المنجز الجزائري بالنوعية وعمق الطرح، مستشهدا بآثار الشيخ العلامة السنوسي التي تدرس في الأزهر وإفريقيا والهند، وكذا كتب الشيخ عبد الرحمان الأخضري البسكري والتي درست بدورها في أكبر المدارس الدينية العالمية كالأزهر والزيتونة. وهو ما يؤكد بأن الثقافة الدينية الجزائرية استطاعت أن تسهم عبر العصور في حركة الإصلاح الاجتماعي لأنها ثقافة متأصلة وعميقة. وقال عيسى إسماعيل أن المنتوج الثقافي الديني الجزائري، أصبح اليوم ينافس المنتوج الأجنبي، موضحا بأن هناك الكثير من المؤسسات ومراكز البحث الديني التي تطلب المقالات والمجلات والبحوث التي يتم إنتاجها في الجامعات والمؤسسات الدينية الجزائرية، على غرار كتاب "الوجيز في ثقافة العبادات" وكتاب "الفتاوى الشرعية في مذهب المالكية" وكتاب "المنج الربانية في شرح الطريقة الرحمانية". فيما تطرق الشيخ مشنان إلى موضوع منع الكتب التي تمس الهوية والعقيدة الدينية الإسلامية، مؤكدا على ضرورة إيجاد منظومة دينية فكرية تعتمد على العلوم الأصيلة العميقة، والتي من شأنها حماية المجتمع الجزائري والشباب خاصة من الكتب الدخيلة، وذلك بالاعتماد على المرجعية الدينية الصحيحة والعميقة.