قالت مصادر إعلامية مساء الخميس، إن السلطات القضائية الفرنسية استجوبت رجل الأعمال الفرنسي اللبناني زياد تقي الدين الذي يتهم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتلقي أموال ليبية لحملته الانتخابية في عام 2007. واستمع محققو مكتب الشرطة القضائية لمكافحة الفساد في نانتير بباريس إلى شهادة تقي الدين، يومي الثلاثاء والخميس. ولم توجه تهم رسمية إلى ساركوزي، الطامح في العودة إلى الحكم حتى الآن، حيث لا يزال التحقيق مستمرا بينما توعد ومساعده السابق كلود غويان بمقاضاة تقي الدين. وقال تقي الدين، إثر الاستماع إلى أقواله يوم الخميس، ”جئت لأؤكد المعلومات المعروفة أصلاً والتي حصل عليها القضاء في إطار التحقيق في تمويل ليبي، رويت ما أعرفه من أجل مصلحة فرنسا”. ويريد المحققون ”معرفة ما إذا كان تقي الدين يؤكد” تلك التصريحات، بحسب محاميته إليز عرفي. وكان رجل الأعمال اللبناني صرّح في مقابلة مسجلة مع موقع ميديابارت الفرنسي، يوم الثلاثاء الماضي، أنه سلّم شخصيا كلود غيون، الأمين العام للإليزيه خلال ولاية نيكولا ساركوزي ووزير الداخلية لاحقا، 5 ملايين يورو من المال الليبي، موزعة عبر ثلاث حقائب، سلمها له مسؤولون ليبيون لتمويل حملة ساركوزي الانتخابية في عام 2007”. وزعم تقي الدين أنه نقل الأموال الليبية على ثلاث رحلات، مضيفا أنه سلم حقيبة مباشرة لساركوزي الذي كان حينها وزيرا للداخلية وحقيبتين إلى مدير ديوانه آنذاك كلود غويان. من جهته، أنكر الرئيس الفرنسي السابق تلك المزاعم التي قد تطيح بفرصه للفوز في الانتخابات المقررة العام المقبل، وندد بما وصفها ”مناورة قذرة للتأثير على الانتخابات التمهيدية لليمين والوسط” التي ستجري يوم غد الأحد. وكانت السلطات الفرنسية فتحت تحقيقا عام 2013 لتحديد إذا ما كان ساركوزي تلقى تمويلا غير شرعي من الرئيس الليبي السابق معمر القذافي الذي أطلق تلك المزاعم قبيل مقتله. وحصل المحققون على عدة شهادات مسؤولين ليبيين سابقين أكدوا تلقي ساركوزي أموالا ليبية خلال حملته، بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية الليبية السابق عبدالله السنوسي الذي اعترف بأنه أرسل بنفسه خمسة ملايين يورو، إلى الحملة الانتخابية لساركوزي. كما نشر الموقع شهادة قدمها شكري غانم وزير النفط الليبي السابق وشهادة أحد العاملين في البروتوكول في عهد القذافي، للمحكمة الجنائية الدولية لم يكشف عن هويته، قال فيها إنه أرسل مبلغ 50 مليون يورو إلى حملة ساركوزي، أرسل مبلغ 30 مليونا منها عبر حوالة مصرفية، و20 مليون يورو سلمت نقدا، إلى اثنين من أصدقاء ساركوزي المقربين في طرابلس. ويهتم التحقيق بمصدر تحويل بقيمة نصف مليون يورو تلقاه كلود غيان الأمين العام السابق للإليزيه في مارس 2008. وقال غيان أنه باع لوحتين لمحام ماليزي دون أن يقنع القضاة الذين وجهوا له الاتهام بتبييض أموال تهرب ضريبي. وجاءت هذه المعلومات في توقيت حساس قبيل المناظرة التلفزيونية الثالثة بين المرشحين السبعة الذين يتنافسون في الانتخابات التمهيدية باسم أحزاب اليمين والوسط والصحفيين، مساء الخميس، والتي سادها تراشق كلامي عنيف بين بعض المرشحين. وحاول فيها كل مرشح إقناع الرأي العام الفرنسي بأنه الأنسب لفرنسا قبل الدورة الأولى من الانتخابات المقرر إجراؤها غدا الأحد. وعندما طلب أحد الصحفيين من ساركوزي التعليق على تصريحات تقي الدين، غضب منه ساركوزي وخاطبه قائلا: ”كيف تسمح لنفسك بطرح مثل هذا السؤال؟ وهل نحن حقا في قناة تلفزيون عمومي؟ وكان الهجوم الثاني من فرانسوا فيون الذي امتنع عن الإجابة عن سؤال صحفي آخر طلب منه فتح حوار مباشر مع منافسيه كما تم التفاهم على ذلك قبل بداية المناظرة، وهو الأمر الذي لم يهضمه فيون.