تنطلق الانتخابات الرئاسية في غامبيا، يوم الخميس، وسط توتر شديد ينذر باندلاع أعمال عنف في هذا البلد الإفريقي، بعد قرار الرئيس يحيى جامح الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ 22 عاما الترشح لولاية رئاسية خامسة. ويزعم جامح أنّه أخرج بلاده من ”العصر الحجري” وجعل منها بلدا متطورا. وكان الرئيس الغامبي يحيى جامح علّق يوم السبت حملته الانتخابية إثر وفاة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو يوم الجمعة عن عمر ناهز 90 عاما. وجاء الإعلان على لسان وزير الإعلام الغامبي شريف بوجان. وترجح التوقعات فوز جامح بهذه الانتخابات الرئاسية رغم مواجهته ائتلافا يتشكل من عدة أحزاب سياسية. ومع ذلك، تعدّ هذه الانتخابات فرصة للمعارضة التي تنتقد من خلالها السلطة، والرئيس جامح، وتعقد اجتماعات. وأُعلن عن انتهاء الحملة وبدء الصمت الانتخابي بدءا من منتصف ليل أمس الثلاثاء، 29 نوفمبر. وينتظر أن يشارك في هذه الانتخابات 886ألف و578 ناخب. ويتعين على جامح الساعي للترشح لعهدة رئاسية خامسة لمدة 5 أعوام جديدة، مواجهة تنسيقية المعارضة المتكونة من سبعة أحزاب سياسية اختارت أداما بارو مرشحا للرئاسة. ويوصف جامح على نطاق واسع، بكونه ديكتاتورا منذ توليه السلطة، عن طريق انقلاب عسكري عام 1994، وفاز بأربع ولايات انتخابات منذ ذلك الحين. وأثارت ”هيومن رايتس ووتش” مخاوف بشأن نزاهة الانتخابات الأخيرة، مشيرة إلى استخدام جامح لقوات الأمن في حالات الاختفاء القسري، والتعذيب، والترهيب، والاعتقالات التعسفية، لقمع المعارضة وهيمنته على السلطة. وقالت فاطيماتا ديالو-تامبيدان، رئيسة لجنة المجتمع المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان في غامبيا، في حوار خصته ل”برس أفريك”: ”نعلم أنّ جامح سيفوز بهذه الانتخابات، ولكننا نملك خطة ”ب” بديلة. وأضافت فاطيماتا اعتدنا الذهاب إلى الانتخابات كل خمس سنوات والخسارة فيها في كل مرة. وفى هذا العام، اشترط الغامبيون بتشكيل ائتلاف ليصوّتوا في هذه الانتخابات وإلا فإنهم لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع. لذلك تجمعت كافت الأحزاب السياسية ضمن حالف استجابة لطلب الشارع الغامبي. وبشأن الأوضاع الاجتماعية في بلادها، قالت رئيسة لجنة المجتمع المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان في غامبيا أن الشعب الغامبي عانى كثيرا، ورزح 22 عاما تحت الديكتاتورية، كما أنّ البلاد لم تتطور اقتصاديا ولا سياسيا ولا اجتماعيا. لقد استولى الرئيس يحيى جامح على كافة خيرات البلاد، وتحوّل إلى مليارديرا وهو يزداد ثراء يوما بعد يوم. وبشأن استراتيجية مواجهة الائتلاف التي قد يلجأ إليها جامح، قالت فاطيماتا: لدينا مخطط إصلاحات دستورية، أهمها إلغاء الفترة الرئاسية التي تدوم 5 سنوات قابلة للتجديد يقوده المقاول أداما بارو، والذي تخلى عن أعماله التجارية لخدمة غامبيا، مضيفة أن هذا البرنامج يمتد على ثلاث سنوات سيغادره على إثره أداما السلطة، لكن جامح يريد البقاء في السلطة مدى الحياة.