حل أمس رئيس مجلس الدولة الليبي عبدالرحمن السويحلي - الذي لا يزال الجدل القانوني قائما حول شرعيته - والوفد المرافق له بالجزائر في زيارة رسمية تستغرق يومين. ويجري السويحلي مباحثات سياسية مع عدد من المسؤولين الجزائريين رفيعي المستوى، وفقًا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الدولة الليبي. وتكثف الجزائر تحركها على الصعيد الدبلوماسي لجمع ولقاء مختلف الفرقاء الليبيين في طرابلس وطبرق، وإقناعهم بالوفاق تحت سلطة واحدة، تمهيدا لاجتياز مرحلة انتقالية، تجري خلالها انتخابات جديدة. وزار يوم 21 ديسمبر الماضي قائد الجيش المشير خليفة حفتر الجزائر، بناء على دعوة رسمية، وقال مصدر جزائري مقرب من ملف الحوار الليبي آنذاك ”إن زيارة حفتر وقبله رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، سبقتها اتصالات قادتها الجزائر منذ أسابيع بحثًا عن إعادة الثقة المفقودة بين كل الأطراف الليبية المعنية بحل الأزمة”. وبالتزامن مع زيارة المسؤول الليبي يتعرض الاتفاق السياسي إلى انتكاسة قانونية بسبب استقالة أحد أعضائه، تتواصل التحركات الجزائرية والاقليمية لحل الأزمة حيث زار أمس رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، العاصمة التونسية لإجراء مباحثات ثنائية مع رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر، لبحث مبادرة ثلاثية بين تونسوالجزائر ومصر لحلحلة الأزمة. وتأتي زيارة صالح لتونس بعد أيام على إعلان الرئيس التونسي عن أن بلاده ستقوم بعرض مبادرة لحل الأزمة الليبية بالمشاركة مع دول الجوار، من خلال الدعوة لعقد قمة ثلاثية تضم تونس ومصر والجزائر والفرقاء الليبيين، حيث تحتل هذه المبادرة صدارة مباحثات عقيلة في تونس. وتأتي زيارة عقيلة صالح إلى تونس في سياق حراك وسلسلة زيارات يقوم بها مسؤولون في المجلس الرئاسي الليبي وشخصيات ليبية فاعلة إلى كل من الجزائروتونس ومصر بحثا عن آفاق لحل الأزمة الليبية. وكان الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى، أظهر منذ أيام عن قيام بلاده بمبادرة ل”رأب الصدع في ليبيا، بالتنسيق مع الجزائر ومصر”، مشيرًا إلى أنه توجه لعقد اجتماعات على مستوى وزراء الشئون الخارجية للبلدان الثلاثة، وبعد ذلك اجتماع على مستوى رؤساء الدول. وأثبت الرئيس التونسى ”حضور المسألة الليبية بشكل لافت في العاصمة الجزائرية في لقاء جمعه بالرئيس بوتفليقة، وأوفد وزيره للشئون الخارجية إلى القاهرة للقاء الرئيس السيسى لطرح مبادرة سياسية لحل الأزمة”. وذكر السبسي أن ”استقرار الأوضاع في ليبيا - هذا البلد الذى يخيّم عليه شبح الانقسام المخيف، وتهدده مواجهات مسلحة داخلية تنذر بوخيم العواقب وفادح الضرر - أهمية قصوى، الأمر الذى يدعو تونس إلى العمل مع الجارين الأقرب إلى ليبيا والمعنًيَّيْنً بدرجة أولى بالأوضاع هناك، إلى تسهيل سبل الحِوار بين مختلف الأطراف الليبية وتمكينها من تحقيق الوفاق المطلوب”. فى هذا السياق، أشار السبسي أن ”تونس بصدد العمل لرأب الصدع وإصلاح ذات البين وتقريب الشقّة وإحلال الوئام والوحدة الوطنية، وكلّها أشياء لا تصب إطلاقا في صالح الأطراف المترددة”. وشدد على أنه ”بوسعنا أن نمضى قُدمًا على هذا الدرب وأن نعقد اجتماعات على مستوى وزراء الشؤون الخارجية للبلدان الثلاثة (تونسالجزائر ومصر)، وبعد ذلك على مستوى رؤساء الدول”.