انطلقت أمس بفرنسا الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات التمهيدية لحزب اليسار الاشتراكي، والذي يتنافس خلالها وزير التعليم الاسبق بنوا هامون ورئيس الوزراء السابق مانويل فالس. وتوافد نحو مليوني شخص من مؤيدي الحزب الاشتراكي إلى مراكز الاقتراع صباح أمس لاختيار ممثلهم في انتخابات الرئاسة الفرنسية التي تجرى على جولتين في 23 أفريل و7 ماي المقبلين. وكانت نتائج الجولة الأولى للانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسي التي أجريت، مساء الأحد الماضي، أظهرت تأهل وزير التربية السابق بونوا امون (49 عاما) ورئيس الوزراء السابق مانويل فالس(54 عاما) إلى الجولة الثانية من هذه الانتخابات، استعدادا لاختيار مرشح اليسار للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 23 أفريل المقبل. وتقدم هامون الذي يمثل الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي على فالس في الجولة الأولى التي أجريت يوم الأحد الماضي بحصوله على نسبة 36 في المائة تقريبا من الاصوات مقابل نسبة 31 في المائة تقريبا لفالس الذي يمثل جناح اليمين. وأظهرت استطلاعات للرأي تفوق هامون على فالس في المناظرة التلفزيونية التي جمعت بينهما مساء الأربعاء الماضي، إذ حاز هامون على نسبة 60 في المائة من الآراء الإيجابية مقابل نسبة 37 في المائة لفالس. وكان الخلاف قد برز بين المرشحين في مواضيع عدة، أبرزها مسألة العلمانية وارتداء الحجاب من قبل النساء المسلمات الفرنسيات، إذ أكد فالس ضرورة الدفاع عن العلمانية بقوة ومنع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، كما وعد بمحاربة جميع الجمعيات المتطرفة. فيما شدد هامون على أهمية العلمانية في العيش المشترك، داعيا إلى عدم منع المرأة المسلمة من ارتداء الحجاب إذا كانت تلك هي رغبتها. وعلى الصعيد الاقتصادي، دعا هامون إلى منح راتب عام ادناه 750 يورو لجميع الفرنسيين لتقليل الفوارق الاجتماعية وتدارك تقلص فرص العمل بفرنسا الأمر الذي انتقده بشده فالس، واصفا إياه ب”الخيالي وغير الواقعي”. وشارك في هذه الانتخابات التمهيدية خلال انطلاقتها 7 مرشحين، بينهم امرأة، ضمن ما يسمى ب”التحالف الشعبي الجميل” الذي يضم عدداً من أحزاب اليسار هي الحزب الاشتراكي الحاكم واتحاد الديمقراطيين والبيئيين، وجيل البيئة والجبهة الديمقراطية وحزب البيئة والحزب الراديكالي اليساري. والمرشحون السبعة هم: مانويل فالس، وأرنو مونتبور، وبنوا هامون، وفرانسوا دو روجي، وجان لوك بنامياس، وفانسان بيون، وسيلفيا بينال. ويتوقع مسؤولون في الحزب الاشتراكي أن تستقطب الجولة الثانية عددا مماثلاً من الناخبين وكان رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون تصدر نتائج جولتي الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي بنسبة كبيرة، قاضيا بذلك على طموحات الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وغريمه آلان جوبي الرئاسية. كما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة في الانتخابات المزمع إجراءها في عام 2017. وانتهز فالس فرصة تدني شعبية اليسار الحاكم في عهد هولاند، ليعلن ترشحه للانتخابات.