l غياب بلمختار وحضور نائبه الاجتماع يرجّح مقتله في ليبيا دفعت الهزائم التي تعرضت لها جماعات إرهابية تتبع تنظيم القاعدة في صحراء دول الساحل الإفريقي ”الرخوة أمنيا”، والمحاذية لجنوب الجزائر، إلى الاندماج في تكتل إرهابي جديد أسموه ”جماعة أنصار الإسلام والمسلمين”، وهو ما يشكل تهديدا آخر لاستقرار المنطقة بعد بدء تنفيذ اتفاق الجزائربمالي.
نقلت أمس وكالة الأنباء الموريتانية الخاصة أن أربع جماعات إرهابية ناشطة في منطقة الساحل الإفريقي بينها تنظيمي المالي إياد أغ غالي والإرهابي مختار بلمختار أعلنت في فيديو عن اندماجها لتشكيل تنظيم دموي موحد مع أن هذا الأخير الذي تبنى الاعتداء الإرهابي على القاعدة الغازية بتيغنتورين باين أميناس لم يظهر في الفيديو ما يؤكد خبر مقتله أو تعرضه لإصابة بليغة. ويؤكد مراقبون أن خسارة تنظيم القاعدة ابرز قياداتها في منطقة الساحل الافريقي يزيح اللثام عن تنظيم جديد تندمج فيه كبريات التنظيمات الإرهابية، وهي محاولة للملمة القاعدة وإعادة بث الروح فيها من جديد وإسترجاع مكانتها لمواجهة ”داعش”. وحسبما بينه فيديو نشرته وكالة موريتانية للأخبار فإن التنظيم الجديد يضم جماعات إرهابية وبدا فيها أغ غالي متوسطا ”أمراء” التنظيمات الأخرى ”يحيى أبو الهمام أمير منطقة الصحراء، ومحمدو كوفا أمير كتائب ماسينا، والحسن الأنصاري نائب أمير المرابطون” إضافة إلى ”أبو عبد الرحمن الصنهاجي قاضي منطقة الصحراء”. ووفق التسجيل الصوتي أعلن الأرهابي إياد أغ غالي اندماج التنظيمات. وهو من الطوارق وقال أن الجماعة الجديدة تبايع زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري، وأمير القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود، وأمير حركة طالبان أفغانستان الملا هيبة الله. وتعذر الحصول على معلومات حول تاريخ تسجيل الفيديو، لكن مدير وكالة نواكشوط محمد محمود أبو المعالي قال لفرانس برس ”أكد لنا مصدرنا أنه تم تصويره مؤخرا”. وهاته المجموعات الارهابية كافة على علاقة بالقاعدة كما ساهمت في سلسلة هجمات إرهابية عنيفة أدت إلى خروج شمال مالي عن سيطرة الحكومة لمدة عام تقريبا بعد ربيع 2012. ولاحقا طرد الارهابيون من المنطقة نتيجة عملية عسكرية بقيادة فرنسية. لكن رغم ذلك ما زالت مناطق واسعة في شمال مالي تشهد هجمات مجموعات إرهابية. ويتزامن بروز التنظيم مع تحذير السفارة الأمريكية في العاصمة المالية باماكو، الجمعة الماضية، من ”هجمات إرهابية ضد المصالح الغربية في مالي، قائلة ”إنها تلقت معلومات بخصوص خطر هجمات إرهابية محتملة تستهدف الأماكن المرتبطة بالمجموعة الدولية في عموم مالي”.