l ”أبوس” تحذر وتطالب بمراقبة تحليلية لأنواع الملح الموجودة في السوق l اتفاقية المؤسسة الوطنية للأملاح والفيدرالية الوطنية للخبازين تبقى حبرا على ورق يبقى استخدام الملح المعالج باليود في صناعة الخبز في الجزائر أمرا مشكوكا فيه، في ظل عدم تفعيل الاتفاقيات بين المؤسسة الوطنية للأملاح والفيدرالية الوطنية للخبازين، لتبقى حبرا على ورق، خاصة أن أكثر من 90 بالمائة من الخبازين لا يستخدمون الملح المعالج، ليكون تعويضه بملح آخر سببا في تضخم الغدة الدرقية التي تعرف ارتفاعا محسوسا في السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفع جمعية حماية المستهلك إلى المطالبة بمراقبة تحليلية لجميع أنواع الملح الموجودة في السوق.
تعد مادة اليود من أهم المواد الضرورية لصحة المستهلك، لاسيما أنها تحمي من الإصابة من تضخم الغدة الدرقية التي تعرف نسبا مرتفعة في الجزائر في السنوات الأخيرة، باعتبار أن اليود مادة أساسية لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، في وقت التزمت الحكومة بالتحكم في هذا المرض لتفادي العديد من الأمراض، وفي مقدمتها الاضطرابات الذهنية والتأخر في النمو، غير أن سعي القائمين على القطاع للحرص على توزيع مادة الملح المعالج على مستوى المخابز في كل ولاية يبقى حبرا على ورق، في ظل عدم تفعيل الاتفاقيات الموقعة في هذا الخصوص. وفي هذا الشأن اعتبر الأمين العام لاتحاد التجار الحرفيين، صالح صويلح، أن الاتفاقية التي وقعتها المؤسسة للأملاح والفيدرالية الوطنية للخبازين فيفري 2016 مجرد حبر على ورق، في ظل غياب التفعيل بين الطرفين، في الوقت الذي طالبت هيئته من الفيدرالية الوطنية للخبازين تعيين تاجر أو خباز في كل ولاية، مكلّف بتوزيع الملح المعالج للخبازين، الأمر الذي لم يهضمه هؤلاء، مؤكدا في الوقت ذاته أن أكثر من 90 بالمائة من الخبازين لا يستخدمون الملح المعالج ويلجأون إلى استخدام ملح مغاير، الأمر الذي قد يتسبب في انعكاسات سلبية على مقتني هذه المادة الضرورية في غذاء المستهلك الجزائري. وفي السياق، طالب صالح صويلح بضرورة تفعيل دور الرقابة للوقوف على التجاوزات وكذا محالة الحد من مدى استخدام الملح غير المعالج، والذي قد يؤثر سلبا على صحة المواطنين، مشيرا إلى أن مشكل قضية الملح المعالج باليود يبقى قضية فكرة توزيع فقط، إلى حين إيجاد حلول مناسبة. من جهته، قال مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك، إنه إذا كان هناك نسبة كبيرة من الخبازين لا يستعملون الملح المعالج في صناعة الخبز في الجزائر فهذه كارثة حقيقية لابد من تداركها قبل ظهور أي آثار جانبية، مشيرا إلى وجود مؤسسات وطنية تصنع أملاح بنوعية جيدة، على غرار المؤسسات الخاصة، عكس ما كان يصنع في السابق، مؤكدا أن هذه الصناعة تعتمد أساسا على التوضيب، لأن نسبة كبيرة من غذاء الفرد الجزائري جزء كبير منه معتمد على الخبز. وفي هذا الخصوص، قال زبدي إن هذا الأمر راجع للأجهزة الرقابية بوزارة التجارة، مطالبا بضرورة القيام بمراقبة تحليلية لجميع أنواع الملح الموجود في السوق، وتفعيل مثل هذه الاتفاقيات تحت وصاية وزارة التجارة لأجل خدمة المستهلك الجزائري بالدرجة الأولى.