أدان الاتحاد الأوروبي بشدّة، قرار الحكومة الإسرائيلية بناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، واعتبر أن هذه الخطوة من شأنها تقويض آمال حل قابل للحياة في ما يتعلق بحل الدولتين. وجددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في بيان صحفي، تأكيدها أن كل المستوطنات التي تقام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، غير شرعية وفق القانون الدولي وتشكل عائقا أمام السلام وتهديدا لحل الدولتين. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل الى وقف كل الأنشطة الاستيطانية وتفكيك البؤر الاستيطانية التي أقيمت منذ عام 2001 بما يتوافق مع التزاماتها السابقة. وتجري إسرائيل والولايات المتحدة منذ منتصف فبراير الماضي، محادثات للتوصل إلى توافق بشأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، لكنها لم تعلن بعد عن التوصل لاتفاق بشأنها. من جهته أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قرار”الكابينت” تشييد مستوطنة جديدة، معتبراً أنه يعكس نوايا إسرائيل الحقيقية إزاء الفلسطينيين والتسوية السلمية. وقال أبو الغيط إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين يسعى لتسميم الأجواء لتفادي إطلاق عملية سياسية على أساس حل الدولتين، وإنّ الحكومة الإسرائيلية ليست شريكا حقيقيا في السلام، موضحا أن حكومة الاحتلال باتت أسيرة لجماعات الاستيطان المتطرفة، وأن نتنياهو يتبنى أجندتها، حيث لا همّ له سوى إرضاء هذه الجماعات التي لا تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وتسعى، من خلال تكثيف الاستيطان، إلى تقويض أي مسعى لحل الدولتين في المستقبل. لافتا إلى أن الاستيطان توسع بصورة سرطانية في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية منذ توقيع اتفاقية أوسلو وإلى اليوم، ما يكشف عن مدى استهانة حكومة الاحتلال بالإجماع الدولي الرافض للاستيطان والداعي إلى وقفه، وإمعانها في تحدي الإرادة الدولية بوجهٍ مكشوف. ولفت إلى أنّ الدول العربية أعلنت موقفها في قمة عمان بالأردن وإعلانها الختامي بالتضامن الكامل مع الفلسطينيين وحقهم المشروع في إقامة دولتهم على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك تأسيساً على مبادرة السلام العربية، وانطلاقاً من حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد للوصول إلى التسوية المنشودة، وإحلال السلام الدائم والعادل في المنطقة. وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون السياسية والأمنية ”الكابينت”، صادق يوم الخميس، بالإجماع، على تشييد مستوطنة جديدة لسكان النقطة العشوائية ”عامونا”، شمال رام الله، بالضفة الغربيةالمحتلة. وقالت إذاعة الاحتلال إنّ هذه أول مرة منذ أكثر من 20 عاما تصادق فيها السلطات الاسرائيلية على إقامة مستوطنة جديدة في الضفة الغربية. وكان رئيس حكومة الاحتلال وعد عشرات المستوطنين، الذين تم إخلاؤهم في وقت سابق من هذا العام، من بؤرة ”عامونا”، بإقامة مستوطنة جديدة لهم. وقال بيان مكتب نتنياهو، إنه ”تم إطلاع المجلس الوزاري المصغر على أن الدولة أعلنت حوالي 900 دونم من أراضٍ فلسطينية وسط وشمال الضفة، أراضي دولة.