اعتبرت صحيفة ”تيليغراف” البريطانية، أن القرار الصادر عن الإدارة الأمريكية ونظيرتها البريطانية، مؤخرا، بحظر حمل أجهزة إلكترونية داخل مقصورات الطائرات القادمة من بعض الدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لم يأت من عدم، وإنما بناء على معلومات بتهديدات أمنية مؤكّدة. ولفتت الصحيفة إلى أنّ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) اكتشفت بأن إرهابيي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) وجماعات إرهابية أخرى طوّروا في الآونة الأخيرة طرقاً جديدة لزرع متفجرات في أجهزة إلكترونية، أكّد اختبار مكتب التحقيقات الاتحادي أنها يمكن أن” تتفادى بعض إجراءات الفحص الأمني المتبّعة على مستوى المطارات”. وأشارت إلى أن ”الإرهابيين حصلوا على معدات متطورة يمكن من خلالها استغلال الثغرات الأمنية على مستوى المطارات وإخفاء المتفجرات بشكل فعال داخل أجزاء البطارية في أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية بطريقة تسمح أيضا بتشغيل الكمبيوتر من خلالها”، لافتةً إلى أنه ”من خلال سلسلة من الاختبارات التي أجريت في أواخر العام الماضي، قرّر مكتب التحقيقات الفدرالي أن قنابل الكمبيوتر المحمول يمكن أن تتجاوز أجهزة الكشف عن المتفجرات، لأنّ هناك مخاوف أيضا من أن قراصنة الكمبيوتر ”هاكرز” يسعون لتجاوز الإجراءات الأمنية لمحطات الطاقة النووية. وحثّت السلطات إدارات المطارات ومحطات الطاقة النووية في بريطانيا على تشديد التدابير الأمنية ضد ”هجمات إرهابية محتملة” ولمواجهة التهديدات المتزايدة لنظم الأمن الإلكترونية. وقال جيسي نورمان، وزير الطاقة البريطاني، إن محطات الطاقة النووية يجب أن تتأكد من أنها ”لا تزال قادرة على مواجهة التهديدات السيبرانية المتطورة”. وأوضحت أن ”أجهزة المخابرات جمعت معلومات بهذا الشأن خلال الاشهر القليلة الماضية، ما أدى بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطلع الشهر الماضي، بحظر المسافرين من عشر مطارات في ثماني دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حمل أجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الكبيرة على متن الطائرات”. وكانت حركة الشباب الإرهابية الأفغانية تمكنت من إخفاء قنبلة في كمبيوتر محمول في رحلة هبطت اضطراريا في مقديشو، ولم تسفر العملية عن قتلى سوى المفجر الإرهابي. وفي السياق، أعلنت الشرطة البريطانية، يوم أمس، أنها أفرجت عن كافة الاشخاص الذين تم اعتقالهم على خلفية الهجوم الذي وقع قرب مبنى البرلمان في العاصمة لندن وعددهم 12 شخصاً. وقالت الشرطة في بيان لها ”إن كل من اعتقلوا فيما يتعلق بالهجوم الإرهابي في ”وستمنستر” أُفرج عنهم دون إجراءات أخرى”. وأسفر هجوم لندن الذي وقع في 22 مارس الماضي عن مقتل خمسة أشخاص بمن فيهم منفذ العملية الذي قاد سيارته ودهس ثلاثة من المشاة في جسر ”وستمنستر” قبل أن يركض عبر بوابات البرلمان ويطعن شرطياً حتى الموت، وأعلن تنظيم ”داعش” مسؤوليته عن الهجوم، بينما ذكرت شرطة لندن، أن منفذ الهجوم، تصرف بمفرده دون تخطيط مع آخرين.