كشفت الدكتورة سميرة لحتيت، مختصة في طب الروماتيزم بمستشفى الدويرة، أن هشاشة العظام تصيب النساء فوق ال50 سنة بعد فترة سن اليأس يفوق سنهن بنسبة 40 بالمائة، 85 بالمائة يعانون نقصا حاد في فيتامين دي والكاليسيوم، مشيرة إلى أن النساء اللائي يعانين من هشاشة عظمية حادة يكن أكثر عرضة للكسور. أفادت الدكتورة سميرة لحتيت أن مرض هشاشة العظام يعد من أهم الأمراض التي تصيب النساء، وبالأخص من تجاوزن سن 45 سنة ودخلن سن اليأس، مشيرة إلى أن هذا المرض ينتشر في صمت ويصيب الهيكل العظمي، ويتميز بنقص في الكتلة العظمية، مع وجود خلل في البنية الدقيقة للنسيج العظمي، ما يؤدي إلى عظام أقل صلابة وأكثر عرضة للكسور، حيث ينتج هذا المرض بسبب انخفاض في كثافة العظام أو رقاقتها بالهيكل العظمي. وهي حالة تصيب نصف السيدات وثلث الرجال فوق سن السبعين، وتكون مصحوبة بآلام شديدة، ناهيك عن جعلهم عرضة للكسور، كما يتطلب هذا المرض معرفة دور التمثيل الغذائي بالجسم وكيفية تنظيم الكالسيوم والهورمونات والفيتامينات به وتكوين الهيكل العظمي الذي يحمي الجسم. كما يعتبر هذا الهيكل مخزنا للكالسيوم الذي له وظيفة حيوية في نشاط الخلايا ووظائف القلب والاتصال بين الأعصاب. وهذا يتطلب وجوده بنسبة كافية بالدم لهذا الغرض الوظيفي، كون الهيكل العظمي يفقد كتلته بمعدل 0.3 بالمائة لدى الرجل و0.5 بالمائة لدى المرأة، لاسيما بعد انقطاع الطمث، حيث يزداد معدل الفقدان ليصبح 3 بالمائة سنويا لتصبح العظام هشة، ما يعرضها للكسر بسهولة، وفي هذا الإطار سيشكل موضوع هشاشة العظام موضوع لقاء علمي يوم ال13 من الشهر الجاري بنادي الصنوبر بالعاصمة بحضور خبراء في مجال الصحة وطب العظام والمفاصل، حيث سيتم التطرق إلى العلاقة الوطيدة الخاصة ببلوغ سن اليأس ومرض المفاصل لدى النساء، في ظل تراجع نسب الكالسيوم وفيتامين دي، كما سيتطرق خبراء وأطباء من المستشفى الجامعي باب الوادي أيضا إلى تدهور النظام الغذائي ومدى تأثيره على صحة المرض، حيث ستتطرق البروفيسور فلة هنّي لآخر الدراسات والأبحاث الخاصة بالتكفل بهذا المرض. وفي السياق، أكدت المختصة في طب الروماتيزم بمستشفى الدويرة أن هذا الداء يصيب النساء فوق ال50 سنة بعد فترة سن اليأس يفوق سنهن بنسبة 40 بالمائة، 85 بالمائة يعانون نقصا حاد في فيتامين دي والكاليسيوم، مشيرة إلى أن المصابات بهذا المرض يواجهن صعوبات في المشي، حيث يجدن أنفسهن مجبرات على الاستناد إلى عصا أو طلب مساعدة شخص قريب. وحسب بعض الدراسات التي أجريت في هذا الخصوص، فإن هذا المرض الذي له عواقب جسيمة، يطال 40 في المائة من النساء و8 في المائة من الرجال فوق سن 50 سنة. وحسب ذات الدراسات، فإن هذا المرض قد يرجع إلى عوامل وراثية، الأمر الذي جعل الأطباء يوصون بإجراء تشخيص مبكر، من خلال قياس كثافة العظام. كما أن الأطباء يوصون بتدبير أفضل للمخزون العظمي، من خلال التغذية السليمة والمتوازنة والغنية بالكالسيوم والاستفادة المثلى من الفيتامين دي، الذي يقوم بدور هام في امتصاص الكالسيوم وتثبيته على العظام، حيث تساعد هذه التغذية السليمة بالنسبة للأطفال على كسب أكبر مخزون ورصيد عظمي، أما بالنسبة للمسنين، فإنها تحّد من وتيرة إتلاف العظام، كما ينصح ذات الأطباء بالوقاية من مرض ترقق العظام منذ الصغر من خلال المواظبة على ممارسة الأنشطة الرياضية المنتظمة، وتفادي أي استهلاك مبالغ فيه للكحول والتبغ الذي من شأنه التسبب في فقدان الكثافة العظمية.