كشفت صحيفة ”فاينانشال تايمز” البريطانية، أنّ بكين عرضت على الولاياتالمتحدة تعاونا في القطاع المالي، لتفادي حرب تجارية بين البلدبن. ولفتت الصحيفة إلى أنّ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الصيني شي جين بينغ، اتفقا خلال لقائهما الأسبوع الماضي في منتجع مارالاغو الذي يملكه ترامب في ولاية فلوريدا، على ضرورة تسريع المفاوضات لتعزيز الصادرات الأمريكية وتقليص العجز الذي يشهده ميزانها التجاري خلال ال 100 يوم المقبلة. وتقول الصحيفة إنّ الولاياتالمتحدة تعاني عجزا في مبادلاتها التجارية مع الصين بنحو 300 مليار دولار، ما يعني أن الأميركيين يتهافتون على شراء المنتجات الصينية. ولفتت الصحيفة إلى أن الصين أبدت مرونة في تقديم تنازلين للولايات المتحدة، الأول يتعلق بأسواق المال، والثاني بتصدير لحم البقر. ونقلت عن ممثل للسلطات الصينية، لم تذكر اسمه، قوله إن ”الصين كانت مستعدة لرفع سقف الاستثمار في إطار الاتفاق على الاستثمار الثنائي بين واشنطنوبكين، ولكن تم تأجيل المفاوضات حول ذلك بعد فوز ترامب في الانتخابات، ولو أن أوباما بقي رئيسا لمدة ستة أشهر أخرى، لكنا حققنا هذا الهدف”. وقال المسؤول إن الصين تريد أيضا وضع حد لحظر واردات لحوم الأبقار الأمريكية، المعمول به منذ عام 2003، وكذلك شراء المزيد من الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى، بغية خفض التوترات بسبب التبادل التجاري. وكان ترامب قد وجه انتقادات حادة للصين خلال حملته الانتخابية، بينما لزم الرئيس الصيني شي جين بينغ، ضبط النفس في رده على استفزازات ترامب الذي ابتعد عن اللباقة الدبلوماسية منذ وصوله إلى البيت الأبيض في 25 يناير الماضي. واتهم الرئيس الأمريكي بيكين بالمنافسة التجارية غير النزيهة وتسببها في عجز تجاري خلال فترة حكم للرئيس باراك أوباما، والذي بلغ نحو 347 مليار دولار، والتساهل إزاء الخطر النووي القادم من بيونغ يانغ. واحتدمت خلافات بين واشنطنوبكين عام 2001 بعد انضمام الأخيرة إلى منظمة التجارة العالمية. ومنذ عام 2008، تتفاوض الصينوالولاياتالمتحدة على اتفاق بشأن الاستثمارات الثنائية (معاهدة الاستثمار الثنائية)، التي تسعى إلى إرساء قواعد الاستثمار المتبادل في كلا البلدين. وتوفير إمكانية دخول الشركات الأمريكية إلى السوق الصينية بشكل أفضل، والمساواة في الحقوق مع الشركات المحلية. وفي شأن آخر، ذكرت وسائل إعلام صينية أنّ السلطات الأمنية سطرت برنامجا تحفز فيه الصينيين على كشف أنشطة التجسس في البلاد. وذكرت ”إدارة الأمن العام”، في بيان، إنّ السلطات تمنح الصينيّين الّذين يقدّمون معلومات حسّاسة للغاية عن الجواسيس تسهم في التصدّي لأنشطة الاستخبارات الأجنبية والتجسّس في البلاد، مكافآت ماليّة تصل إلى 500 ألف يوان (72400 دولار أمريكي). وقال متحدّث باسم إدارة وزارة الأمن العام في العاصمة بكين، في بيان، أنّ ”أجهزة الاستخبارات الأجنبية والجواسيس والقوى المعادية الأخرى تستغلّ تنامي الاتصالات مع الدول الأجنبية، وتضاعف أعداد المغادرين والوافدين إلى البلاد في زيادة التسلّل السياسي والأنشطة الانفصالية والتحريض على التمرّد وعلى أنشطة تخريبيّة أخرى”. وفتحت السلطات خطا أخضر للمواطنين للإبلاغ عن الأنشطة المعادية، كما يمكن الإبلاغ عنها برسالة قصيرة أو بالحضور شخصيا إلى مكاتب الأمن العام. وحذّرت السلطات مواطنيها من عواقب الوشايات كيديّة أو تقديم معلومات مضلّلة وكاذبة.