يجول وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل مناطق ليبيا ب”ورقة طريق” للحل السياسي في ليبيا مع تركيزه على احترام رغبة الليبيين في شكل التعديلات المقترحة على وثيقة الاتفاق السياسي. وقال مساهل عقب سلسلة اللقاءات التي جمعته خلال اليومين الماضيين بمصراتة غرب ليبيا ليلة أول أمس أنه ”لاحظ إرادة قوية من طرف الليبيين للتوصل إلى حلول سلمية من خلال الحوار السياسي الليبي الليبي داخل ليبيا” مؤكدا أنه لمس هذه الإرادة في كل المحطات التي حل بها بداية من البيضاء وبنغازي إلى الزنتان وطرابلس ثم مصراتة. وجدد مساهل التأكيد أن الجزائر تؤمن بأن ”الحل لا يمكن أن يكون إلا من خلال الليبيين أنفسهم عن طريق حوار سياسي شامل دون إقصاء أو تهميش” مؤكدا أن ”الليبيين قادرون على ذلك بعيدا عن أي تدخل أجنبي في الشأن الليبي”. كما أعرب عن شكره لشباب مصراتة على حفاوة الاستقبال والترحيب مؤكدا أن ذلك ”ليس بغريب على هذه المدينة التي لها تاريخ والتي أعطت الكثير من أجل وحدة ليبيا واستقرارها”. وكان مجموعة من المتظاهرين في مدينة مصراتة أغلقوا البوابة الرئيسية لمطار مصراتة فور خروج مساهل منها. ورفع المتظاهرون شعارات منددة بعميد البلدية محمد اشتيوي الذي كان فى استقبال مساهل والوفد المرافق له. يشار إلى أن الوزير مساهل أجرى رفقة الوفد الهام المرافق له أمس الأول بمصراتة في خامس محطة له في إطار الجولة التي يقوم بها في ليبيا لقاءات مكثفة مع مسؤولين عسكريين وسياسيين أو مدنيين أو من رجال الدين أو ممثلين عن المجتمع المدني. والتقى الوفد الجزائري بقيادات عسكرية تابعة لغرفة عمليات ”البنيان المرصوص”، ومجموعة من النواب وممثلين عن ”التجمع السياسي” وممثلين عن مجلس أعيان المدينة، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب والناشطين المدنيين بالمدينة. كما التقى مساهل وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة بطرابلس قبل أن يتحادث مع رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمان السويحلي. وأبرز وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل بالزنتان أنه يحمل خلال الجولة التي يقوم بها في ليبيا ”رسالة أمل” نابعة من تجربة الجزائر المريرة ضد الإرهاب و”التي لا نريد ان تتكرر في ليبيا”. وأضاف مخاطبا جموع الحاضرين: ”أهلي في منطقة الزنتان (...) أود أن أشكركم على حفاوة الاستقبال ونحن فخورون بوجودنا بين أشقائنا في الزنتان من أعيان ومسؤولين ومجاهدين من أبناء هذا الوطن الغالي الذي سالت دماؤهم وامتزجت بدماء الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي”. وبعد أن أكد أنه لا وجود لحل لأي أزمة مهما كانت بدون حوار ما بين اللبيبين أنفسهم عبر مساهل عن ثقته في أن يتمكن الليبيون من طي صفحة العنف مؤكدا أن ”هناك نساء ورجال في ليبيا قادرون على إعادة بناء هذا الوطن من خلال الحوار والحلول السياسية والمصالحة الوطنية بين كل أطياف الشعب الليبي دون إقصاء أو تهميش”.