تعرض موقع مرشح الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون للقرصنة قبل يوم واحد من توجه الناخبين لصناديق الاقتراع لاختيار الرئيس القادم لفرنسا. وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أنها لن تعقّب على خبر اختراق مئات رسائل البريد الإلكتروني لحملة مرشح انتخابات الرئاسة إيمانويل ماكرون، قائلة: ”لا الوزارة ولا أي وزارة ستعلق على الأمر لأن الحملة انتهت في منتصف الليل وفقا للقانون”. ومن جهتها حظرت لجنة الانتخابات المركزية في فرنسا يوم أمس على وسائل الإعلام نشر أي مواد تم اختراقها من حواسيب حملة مرشح الوسط الفرنسي للرئاسة إيمانويل ماكرون. وحذّر بيان للجنة من أن نشر هذه المواد قد يعتبر جريمة جنائية. وكان مركز الحملة الانتخابية لمرشح الوسط للرئاسة الفرنسية، إيمانويل ماكرون أعلن، أمس السبت، تعرض الحملة لهجوم الكتروني كبير أدى إلى تسريب مئات الوثائق الداخلية يبلغ حجمها 9 غيغابايت قبل ساعات من انتهاء حملة الانتخابات رسميا. وقال المركز، في بيان، إن ”منفذي القرصنة الإلكترونية، خلطوا الوثائق الحقيقية للحملة بأخرى مزيفة، ثم عمدوا على تسريبها ونشرها على شبكة الإنترنت”، لتضليل الناخبين. ولفت المركز إلى أن ”القراصنة يسعون إلى النيل من المرشح ماكرون قبيل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها اليوم الأحد”. والتي يواجه فيها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان. وكشفت تقارير أن الوثائق تشمل رسائل للبريد الإلكتروني وبيانات مالية عن الحملة التي وصفت الهجوم بأنه ”واسع ومنسق”. وحذر المشرفون على العملية الانتخابية في فرنسا وسائل الإعلام من تناول محتوى تلك الوثائق بسبب فترة الصمت الانتخابي المفروض. ونشر موقع ”ويكيليكس” رابطا على موقع تويتر للدخول إلى الوثائق، قائلا إنها ”تتضمن عشرات آلاف الرسائل الإلكترونية، وصورا، ومرفقات حتى 24 أفريل 2017”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه ليس مسؤولا عن عملية التسريب. ولم تتهم حملة ماكرون جهة محددة بالمسؤولية عن عملية القرصنة، لكنها قالت إنها تهدف لإفساد وإضعاف الحملة والديمقراطية في فرنسا. وبدأت الآن فترة الصمت الانتخابي التي تستمر حتى إغلاق مراكز الاقتراع مساء الأحد، ما يعني أن ماكرون لا يمكنه إصدار أي تصريح أو بيان للتنديد بالهجوم. وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن ماكرون يتفوق على منافسته لوبان بنحو 20 نقطة على الأقل. وكان ماكرون قد أقام الأربعاء دعوى قضائية على شائعات في الإنترنت مفادها بأن له حسابا بنكيا سريا في منطقة الكاريبي. وقد نفى ماكرون بشدة هذه الشائعات التي رددتها لوبان، مساء الأربعاء، خلال المناظرة التلفزيونية الأخيرة بينهما. ويستعدّ الفرنسيون لاختيار رئيسهم الجديد، خلفاً لفرانسوا هولاند، ضمن الجولة الثانية للاقتراع، اليوم، التي يتنافس فيها ماكرون ولوبان. وكان ”فيك هاكبورد” الخبير الأمني في شركة ”ترند مايكرو” الرائدة في مجال الأمن، كشف في وقت سابق، أن ”حملة ماكرون تعرضت لهجوم قراصنة يعملون لصالح الاستخبارات الروسية”، الأمر الذي أكّده فريق الحملة. وتشهد فرنسا اليوم إجراء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي سيخوض فيها ماكرون، مرشح الوسط، مواجهة ضد منافسته مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان، مواجهة الحسم قبل دخول قصر الإليزيه.