يتخذ أكثر من 100 رعية إفريقي من المساحات الواقعة تحت الجسر العملاق المؤدي لمدخل المدينة مكانا للإقامة، علما أن عدد المعنيين يزداد يوما بعد يوم، مع اتساع الرقعة المستغلة التي تحولت إلى شبه مفرغة عمومية تنبعث منها الروائح الكريهة، شوهت المنظر العام للمنطقة. وعلى الرغم من توفير دور لجوء لهؤلاء الرعايا غير أن غالبيتهم يفضلون الإقامة في العراء، وسط عدم تدخل من السلطات التي اكتفت بحرق مخلفات المعنيين منعا لانتشار الأوبئة، فيما تبقى ظواهر تجولهم وسط المدينة وممارسة التسول أمرا عاديا بالنسبة لسكان عنابة، مع العلم أن مصالح الحماية المدنية كانت قد تدخلت الصائفة الفارطة لنقل طفلين كانا مصابين بداء الملاريا، ناهيك عن تسجيل إصابات بداء السيدا في مستشفى ابن رشد الجامعي والبوني، كان على إثره قد طالبت المصالح الطبية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاصرة هذه الأمراض منعا لانتشارها. ولم تفد عمليات الترحيل التي قامت بها سلطات الولاية من منع توافد هؤلاء اللاجئين الفارين من الحروب والمجاعة في بلدانهم عبر الساحل الإفريقي.