تشكّل المياه المستعملة المنتشرة بين أحياء بلدية بجاية والتي تتدفق نحو وادي "صغير" ووادي "سرير" في وسط المدينة، خطرا محدقا يهدد سلامة البيئة وصحة المواطنين نتيجة التأثيرات السلبية على حياتهم اليومية، فانعدام النظافة وانتشار النفايات المنزلية والصناعية هو جزء من حياة الناس اليومية بعاصمة الحماديين، أين تحوّلت هذه المناطق إلى مصدر للروائح الكريهة ووكر لتكاثر الفئران والحشرات خاصة الناموس. وزاد غياب برنامج جدي لتطهير هذه الأودية من الخطر المحدق بالسكان، والذي ما انفكّ يتفاقم خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة. معاناة حقيقية يعيشها سكان منطقة واد "صغير" والأحياء المجاورة لها، بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث من الوادي بالإضافة إلى الحشرات والحيوانات المزعجة التي تنتشر فيه، فتراكم النفايات واختلاط مياه الصرف الصحي ونفايات المصانع القريبة بمياه هذه الأودية، أدى إلى تلوث البيئة النقية وانتشار الروائح الكريهة، التي أصبحت تهدد السكان في صحتهم وسلامة محيطهم، نظرا لتضاعف أعداد الناموس والبعوض الذي يعدّ سببا رئيسيا لنقل الكثير من الأوبئة والأمراض كالتيفوئيد، الملاريا، التهاب الكبد على سبيل المثال، إذ يؤكّد سكان هذه المنطقة أنّ مياه الوادي ومخلّفاتها تسبّب لهم الضجر بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث منه، بشكل يجعلهم يكرهون العيش في منازلهم. وأمام تفاقم هذا الوضع البيئي، يطالب هؤلاء السكان بضرورة التدخل العاجل من السلطات المحلية لبلدية بجاية، وإيجاد حلول من خلال وضع مخطط لتنظيف المدينة ووادي "صغير" ووادي "سرير" من مخلفات المجاري والنفايات المنزلية. من جهتها، أكّدت مديرية البيئة للولاية أنّ مصالحها لم تسجّل أيّة شكاوى من المواطنين متعلقة بتلوث المحيط، كما أنّ المياه المستعملة التي تتدفق في الأحياء والمناطق الحضرية، مردّها سوء التخطيط من طرف مصالح المياه، كما أنّ تهيئة قنوات هذه المياه المتدفّقة هو من صلاحياتها، أما فيما يخص تطهير وتهيئة الأودية التي تمر في محيط المدينة، هي من اختصاص مصالح البيئة لبلدية بجاية التي تملك الميزانية الكافية لصيانة وتطهير المناطق الملوثة.