l المخزن يراهن على نيجيريا لتعويض الغاز الجزائري استغل المغرب تعطل مشروع انبوب ”نيغال” الذي ينقل الغاز من نيجيريا إلى أوروبا مرورا بالجزائر، لأسباب تتعلق أساسا بالتمويل، إذ وقّعت كل من الرباط وأبوجا اتفاقا ليمر الخط عبر الأراضي المغربية، فيما سيولد المشروع ميتا بالنظر إلى رفض موريتانيا عبور أراضيها فضلا على الدعم المالي باعتبار تكلفة إنجازه تفوق 20 مليار دولار. أشرف أول أمس الملك المغربي محمد السادس على مراسم توقيع اتفاقية مشروع أنبوب الغاز الذي ينقله من نيجيريا إلى أوروبا، بين المكتب المغربي للهيدروكاربورات والمعادن وشركة البترول الوطنية النيجيرية، في الرباط، ويرتقب أن يمتد على طول يناهز 7 آلاف كيلومتر عبر الساحل الأطلسي لغرب إفريقيا. واغتنم المغرب تعثر المشاورات الجزائرية النيجيرية ليشرع في تجسيده بعد التوقيع على مذكرة تفاهم بين ”سوناطراك” والشركة الوطنية النيجيرية للنفط في جانفي 2002، ثم تطور المشروع مع التوقيع في 2005 مع مجموعة ”بانسبان” للقيام بدراسة جدوى وافية، وأعيد تجديد مذكرة التفاهم التي انضمت إليها النيجر في أبوجا في 2009، حينما تمت إعادة بعثه مجددا خلال زيارة لوزير الطاقة الأسبق، شكيب خليل، إلى أبوجا، وعقد اتفاق مبدئي، إلا أن المشروع ظل يراوح مكانه، ليسعى المغرب وراء الصفقة، ولوحظ ذلك خلال لقاء جمع الملك المغربي والرئيس النيجيري محمدو بوهاري على هامش مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية (كوب 22) في نوفمبر الماضي بمراكش. وأعلن عن المشروع للمرة الأولى أَثناء الزيارة التي قام بها محمد السادس لنيجيريا في ديسمبر لماضي، والتي جرى خلالها توقيع الاتفاقية المؤسسة للمشروع. واتفق البلدان آنذاك على تشكيل جهاز تتبع مشترك وإسناد صياغة التركيبة المالية للمشروع لصندوق الاستثمار السيادي المغربي ”إثمار الموارد” وهيئة الاستثمارات السيادية النيجيرية. وتهدف مذكرة التفاهم الجديدة إلى تحرير دراسات الجدوى وإعداد القرار الاستثماري. المشروع يمتد على طول يفوق 4128 كم، أكبر جزء منه في الجزائر ب2310 كم، مقابل 1037 كم في نيجيريا. و841 كم في النيجر، يضاف اليه مسافة 220 كم باتجاه أوروبا من بني صاف إلى ألميريا الإسبانية، وظل مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري ”نيغال ” رهين التمويل بالنظر لتكلفته العالية التي قاربت 20 مليار دولار. ويأتي سعي المغرب وراء الصفقة إلى تعويض احتياجاته من الغاز الجزائري بالنيجيري الذي سيستفيد منه مقابل مرور الأنبوب عبر أراضيه إلى أوروبا. وتقدّر الاستثمارات في الأنبوب ما بين عشرين وخمسين مليار دولار، حيث ينتظر أن يساعد على كهربة المناطق التي يعبرها. وسيمر الأنبوب بدول بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا. ويعوّل المغرب على مساهمة مستثمرين من بلدان أخرى في إنجاز الأنبوب، ففي رسالة إلى وزراء المالية ورؤساء المؤسسات المالية العربية مؤخرا، دعا محمد السادس، إلى الانخراط في المشاريع المنجزة بإفريقيا، خاصة مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا. ويرى مراقبون أن استكمال مسار خط أنابيب الغاز سيواجه بعض الصعاب، ومنها إقناع المغرب جارته الجنوبية موريتانيا بالسماح بعبور الخط عبر أراضيها، وذلك في ظل علاقات يشوبها بعض التوتر من حين لآخر بين الرباط ونواكشوط، كما أن عبور الخط عبر أراضي جمهورية الصحراء الغربية ستكون محل اعتراض أممي ودولي.