يقصد الكثير من الصائمين أطباء الأمراض الهضمية خلال شهر رمضان، مع أنهم كانوا أصحاء في الأيام العادية، والكثير منهم قد يتعجب من حدوث تلك المضاعفات الهضمية خلال شهر رمضان الذي يتناولون فيه وجبة واحدة أواثنتين على الأكثر، في حين يكونون بخير في سائر الشهور، مع أنهم قد يتناولون أكثر من وجبتين في اليوم الواحد. يُعاني عادة واحد من كل أربعة أشخاص من في الهضم وفي عمل أجزاء الجهاز الهضمي، مباشرة بعد تناول الافطار، ما يتسبب في إزعاج متفاوت الدرجة لدى الكثيرين. ويظهر اليوم مصطلح ”الأمعاء الحساسة” للتعبير عن تلك الاضطرابات العضوية أوالوظيفية في أجزاء متفرقة من الجهاز الهضمي، بدءا من المريء والمعدة ووصولاً إلى الأمعاء الغليظة أو القولون. وفي شهر رمضان، فإن الكثير من الناس قد يعانون أكثر من هذا الإشكال (واحد من كل أربعة جزائريين)، خصوصا إذا أكلوا كثيرا عند الإفطار ونوعوا في الطعام، وكثيرا ما تلجأ العائلات الجزائرية إلى الأطباق الشعبية التي تتميز بثقلها على المعدة، معتبرة ذلك نوعا من الاحتفاء بالشهر الفضيل، أو استخدام طبخات يكثر بثها عبر القنوات التلفزيونية المختلفة، من أجل إعطاء رمضان نكهة خاصة تجعله يتميز عن باقي الأيام. يقول أحد العاملين بقطاع الصحة بمستشفى زرالدة، إن الإفطار في رمضان يجب ألا يختلف كثيرا عن الطعام الذي اعتدنا على تناوله في سائر الأيام الأخرى حتى لا ترتفع الأوزان عما كانت عليه، فالكثير يعتقد أن ساعات الصوم الطويلة كافية لإنقاص الوزن، وبالتالي فإن الإفراط في الطعام مساء قد لا يضر، غافلين عن أن ساعات النوم الطويلة التي ستلي الإفطار ستكون العامل الرئيس للإصابة بأوجاع القولون والزيادة في الوزن. ويضيف: ”لذلك ينبغي علينا استهلاك الأطعمة ذات الألياف التي تبقى في الأمعاء حوالى 8 ساعات قبل أن يتم هضمها كفاية، وهي مدة مهمة خلال النوم تمكنه من امتصاصها، عكس الأطعمة الأخرى سريعة الهضم التي لا تمكث في الأمعاء غير ساعتين أوثلاثة، وبالتالي فإن الجسم يستهلكها ويمتصها كلها، فيزيد وزن الشخص ويصاب بعسر الهضم”. وفي تعريفه للطعام البطيء هضميا، قال محدثنا إنه يشتمل على الحبوب والأغذية المصنوعة من القمح الكامل. كما أن الأغذية ذات الألياف المطلوب تناولها عند الإفطار بعد يوم صيام تحتوي على الخضروات مثل الفاصوليا الخضراء والكوسة والسبانخ والفواكه والمكسرات، في حين أن السريعة الهضم تشتمل في العادة على السكر والدقيق الأبيض وغيرها، وتسمى الكربوهيدرات. كما أن الطعام المقلي هو اخطر انواع الطعام في رمضان، حتى وإن كان في اشياء نراها بسيطة مثل البوراك، لارتباطه مباشرة بحرقة المعدة واضطراب الوظيفة الهضمية في القولون وكذا زيادة الوزن. لذلك على الصائم أن يختار طعاما متوازنا، وإذا لم يستطع تحديد ما يناسبه فعليه في هذه الحالة استشارة طبيب. وينصح الصائم بعدم الإفراط في الطعام خلال السحور او الإكثار من الشاي، لانه مدر للبول ويحرم الجسم من الماء اللازم خلال يوم الصيام، والابتعاد عن الحلويات والمقليات، وتناول ما أمكن التمر، كونه غنيا بالغلوكوز والالياف والبوتاسيوم والمغنيزيوم، مع الكثير من الماء والسوائل والعصائر في الفترة الممتدة حتى يتمكن الجسم من تنظيم حاجته منها قبل اليوم الموالي.