سيف الإسلام القذافي نجل معمر القذافي الزعيم الليبي المغدور، يطلق سراحه من قبل جماعة مسلحة تابعة لجيش خليفة حفتر بالزنتان حيث كان محتجزا منذ إلقاء القبض عليه نهاية 2011 عندما كان بصدد الفرار إلى النيجر، تطبيقا لقانون العفو العام الصادر عن برلمان طبرق، بحيث أخلي سبيله الجمعة الماضي، وناشدت الكتيبة التي أطلقت سراح القذافي كل مؤسسات الإصلاح والأهيل أن تنتهج نفس المنهج وتطلق سراح كل السجناء السياسيين. وللمفارقة أنه في نفس الأثناء نصدر قائمة ب59 اسما من قبل المملكة السعودية وحلفائها في عزل إمارة قطر، من ضمنها اسم يوسف القرضاوي، تطالب الدوحة بطرده من أراضيها لأنه كان يفتي للإرهابيين بنشر الأفكار الإخوانية والدعوة إلى الفوضى وإسقاط الأنظمة في المنطقة العربية. ومن جهتها رابطة العالم الإسلامي تنهي عضوية مفتي الدم إلى الخراب، المطلوب الأول من قبل القضاء المصري، لأنه أفتى بقتل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مثلما أفتى بقتل معمر القذافي وقال لمن يقتله إنه يتحمل هو دمه، مثلما أفتى بدعم العمليات الانتحارية، فهو مفتي الإرهاب دون منازع. جميل أن ينتصر العقل والحكمة في ليبيا، وإطلاق سراح سيف الإسلام الذي كانت محكمة في طرابلس حكمت عليه بالإعدام، وهو الحكم الذي رفضته الأممالمتحدة لأن المحكمة حسبها لا تتوفر فيها المعايير الدولية للنزاهة، بينما تطالب الجنائية الدولية بتسليمه، سيغير حتما من المشهد السياسي في ليبيا، ما يعني أن الفرقاء في ليبيا أعطوا قبيلة القذاذفة فرصة للمشاركة في حل الأزمة الليبية، وأن إطلاق سراح نجل المغدور سيكون بداية الانفراج في أزمة فاقت الست سنوات. وكانت الجزائر اشترطت في كل مرة إشراك قبيلة القذافي في أي حل، وأن عربون المصالحة هو إطلاق سراح نجل القذافي الذي كان سجينا لدى جماعات مسلحة بالزنتان. ويبدو أن الفرقاء استجابوا لهذا الطلب الآن بعدما تم تحييد قطر وأنهي دورها في المنطقة، وربما تكون هذه الخطوة أولى الثمار من عزل قطر من قبل المملكة العربية السعودية ومصر، وخاصة مصر التي لها تأثير مباشر على خليفة حفتر الذي أطلقت إحدى كتائبة سراح سيف الإسلام.