لخص برنارد إيمي السفير الفرنسي السابق بالجزائر والمنتهية مهامه، عمله في البلاد خلال ثلاث سنوات بثلاث كلمات، حيث قال أنها كانت ”مشوّقة، كثيفة وثرية”. كتب السفير الفرنسي آخر افتتاحية له في مجلة بيناتنا، التي تصدر عن السفارة الفرنسية بالجزائر في آخر عدد لها، أفرج عنه نهاية الأسبوع الماضي تحوز ”الفجر” على نسخة منها ”لقد أحرزت الجزائروفرنسا تقدما في عدة مجالات أولا في مجال مكافحة الإرهاب، عندما تلقت فرنسا ضربات جبانة في نيس، سانت إتيان، روفراي وفي باريسوقد” عبرت الجزائر وشعبها عن تضامنها الكامل معها، فالصديق وقت الضيق. نحن نعمل معا، أكثر من أي وقت مضى، على مكافحة هذه الآفة، وفي هذا المجال يعد التعاون بين بلدينا ممتاز”. أما في مجال الاقتصاد فكتب السفير أنه قد ”تم تطوير عدة شراكات مثمرة بهدف المساهمة بشكل ملموس في مسار تنويع الصناعة الجزائرية ومرافقة القرارات الاقتصادية الشجاعة التي تم اتخاذها، وتتحرك فرنسا لكي تبقى في الصف الأول بين الشركاء الاقتصاديين للجزائر ومواصلة استثماراتها والعمل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة والصناعات الصغيرة والمتوسط”. وكشف برنارد إيمي عن التحاق، أكثر من 7.000 طالب جزائري بمؤسسات التعليم العالي الفرنسية خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة لمواصلة مشوارهم الدراسي ثم العودة إلى الجزائر، مشيرا إلى أن فرنسا تفتخر لأنها تقدم لبنة في صرح التكوين لصالح الشباب الجزائري الحيوي والطموح”. وتحدّث إيمي عن زيارات مسؤولين فرنسيين إلى الجزائر كانت آخرها زيارة وزير أوروبا والشؤون الخارجية جون إيف لودريان، حاملا رسالة من الرئيس إيمانويل ماكرون الذي شدد على الأولوية الاستراتيجية التي نوليها لعلاقاتنا مع الجزائر. إلى جانب زيارة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح لأول مرة إلى فرنسا، شهر سبتمبر 2016، وزيارة وزيرنا الأول برنارد كازنوف، شهر أفريل 2017، إلى الجزائر مع نهاية عهدة الرئيس هولاند، بالإضافة لزيارة فاليري بيكراس، رئيسة منطقة إيل دو فرانس، وزيارة وزير العدل حافظ الأاختام، الطيب لوح، إلى باريس. وواصل السفير السابق بالجزائر حديثه، حيث أكد أن ”رئيس الجمهورية الفرنسية الجديد ايمانويل ماكرون سيقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر خلال الأشهر القادمة، معبرا عن تفاؤله ”بشأن الشراكة الاستثنائية بين بلدينا”. مستشهدا بكلام الرئيس بوتفليقة عندما قال ”أن العلاقات مع فرنسا يمكن أن تكون جيدة، ويمكن أن تكون سيئة، لكنها لن تكون أبدا عادية”، مشددا على أنه ومنذ الاستقلال، لم تكن أبدا العلاقات الثنائية قوية وجيدة مثلما هي عليه اليوم، ويمكننا بعزم وإصرار والتزام أن نحقق مشاريعنا العديدة، يدا في اليد، في صالح استقرار المنطقة وفي صالح التعاون في الحوض المتوسط وفي صالح شعبينا أيضا”. وختم السفير افتتاحيته بالقول ”فرنسا مستعدة للذهاب بعيدا مع الجزائر، ونحن نعلم أن الجزائر أيضا تريد التقدم معنا في هذا الاتجاه، وهذا يعني أن الروابط الاستثنائية التي تربط بلدينا ستتطور أكثر، وأنا فخور لأنني تمكنت، بحكم منصبي وخلال ثلاث سنوات، أن أساهم في كتابة صفحة زاهرة من تاريخنا المشترك، وعلينا في المستقبل أن نكون أكثر طموحا ونغتنم جميع الفرص التي تتاح أمامنا”. تجدر الإشارة أن برنارد إيمي الذي انتهت عهدته في الجزائر بعد فترة عمل دامت 3 سنوات سيرأس جهاز الاستخبارات الفرنسية، حيث منحه ماكرون هذا المنصب نظير خبرة الرجل الطويلة في التعامل مع القضايا الأمنية وعلاقاته بالدول العربية أيضا.