منح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس اللجان الحساسة بالحزب العتيد لأقرب مقربيه، منها لجنة الانضباظ التي كلف إدارتها للنائب عبد الحميد سي عفيف وزير العلاقات مع البرلمان السابق محمود خذري. وجاء تنصيب ولد عباس للجنة الدائمة للحزب في وقت تتسع فيه دائرة معارضة بقاءه على رأس الحزب العتيد خاصة بعد التراجع المسجل في الانتخابات التشريعية التي جرت في 4 ماي الفارط، وستلعب لجنة الانضباط التي منح قيادتها لسي عفيف عبد الحميد خذري محمود دورا كبيرا في الحفاظ على استقرار الحزب من خلال اشهار سيف الحجاج في كل من يعارض الأمين العام جمال ولد عباس. كما منح ولد عباس رئاسة لجنة الإطارات للأمين العام لرئاسة الجمهورية حبة العقبي أما لجنة الرقابة منح رئاستها شيهوب مسعود. يأتي هذا الأمر في وقت كان المكلف بالإعلام على مستوى العتيد قد رمى باستقالته ليخلفه بوقطاية الصادق، بعد أن أكد موسى بن حمادي أن انعقاد دورة اللجنة المركزية للحزب العتيد أصبح أمرا ضروريا من أجل تقييم نتائج التشريعيات الأخيرة، وعمل الإدارة الحالية، مبرزا أنه قبل مهمة مكلف بالاعلام والاتصال من أجل مصلحة الحزب وأنه لم يكن راضيا بطريقة تسيير جمال ولد عباس للأفالان. ويريد ولد عباس من خلال ”تفعيل” لجنة الإنضباط ومنحها لمقربيه الإمساك بعصا الطاعة داخل الأفالان وإحباط أي محاولة ”للانقلاب” عليه قبل انعقاد اللجنة المركزية للحزب أواخر أكتوبر المقبل. كما أن إقدام ولد عباس على الأمر يؤشر على مدى تخوفه من احتمال الإطاحة به، خاصة وأن الكثير من المتتبعين يرون أن أيام الرجل على رأس العتيد باتت محسوبة نظير النتائج غير المرضية التي حققها منذ مجيئة على رأس الأفالان واستعدادا لمعركة المحليات أيضا التي يعول فيها مناضلو الأفالان على تحقيق نتائج لا تكون ”مخيبة” كما حصل في تشريعيات 2017.