l مقري: ”سيدي السعيد خدام الباترونا” استغربت الطبقة السياسية بشدة إقحام الاتحاد العام للعمال الجزائريين في قلب صراع أشعلت فتيله منظمات أرباب العمل، لكنهم يتفقون على كون ما وقع يمهد لمرحلة سياسية جديدة تحسبا للاستحقاقات المقبلة. وكان لافتا توقيع الاتحاد العام للعمال الجزائريين على بيان المنظمات، ما أثار استغراب المراقبين بشأن دفاع نقابة العمال على رجال الأعمال. ويعتقد رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي، أن القبضة الحديدية بين مسؤول المركزية النقابية والأفسيو من جهة، وحكومة تبون من جهة أخرى يمهد لمرحلة سياسية جديدة يتم التحضير لها ونوع من تصفية الحسابات مع رجال الأعمال الذين استعملوا نفوذهم لصالحهم، مستفهما في هذا الصدد كيف يتحدث سيدي السعيد باسم شرائح من المجتمع وهو في الحقيقة يدافع عن رجال المال. ويرجع جيلالي سفيان سر التطورات الأخيرة إلى ما بعد تاريخ 4 ماي للانتخابات التشريعية لما رأت السلطة أن الشعب مقاطع وعليهم أن يغيروا استراتيجية الدولة ككل، مضيفا أن الترتيبات لما بعد مرحلة رئاسيات 2019 بدأت قبل الأوان. من جانبه استغرب عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، كيف تحول سيدي السعيد النقابي الذي أنهى الطبقة الشغيلة إلى حارس للباترونا. وتابع زعيم حمس حول ما حدث أن سيدي السعيد لم يدافع مدة سنواته الطويلة حين كان متربعا على عرش الاتحاد العام للعمال الجزائريين على العمال كما يدافع اليوم على أرباب العمل. وفي وقت رفض التعقيب على مصير علي حداد أكد أنه لا يوجد في موقفه أي بعد اقتصادي أو سياسي، إنها الإيديولوجية والجهوية والولاءات. وبالنسبة للقيادي في حركة النهضة محمد حديبي فإن الحكومة بدأت العمل وفق أجندة لضبط التسيير بعد التسيب الذي شهدته الحكومات السابقة ولأول مرة تحدث في التاريخ أن تتحالف الباترونا، مشجعا على فصل المال عن السياسة. ومنذ تسلمه الوزارة الأولى أعلن عبد المجيد تبون، في أول خطاب له أمام البرلمان، عزمه على محاربة المال السياسي وبدأ في تنفيذ هذه الوعود، حيث وجهت السلطات إنذارا إلى عدد من رجال الأعمال بشأن تأخر مشاريع البنية التحتية التي يقومون بتنفيذها. واللافت من بيان اجتماع زعيم المركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد، بقادة أرباب العمل يترأسهم علي حداد، أن السبب وراء الهجمة على الوزير الأول ليس رفض أن يراه حاضرا معه في نفس المكان (المعهد العالي للضمان الاجتماعي) السبت الماضي. وإنما تتعلق أيضا بالإعذارات التي وصلته من وزارة الأشغال العمومية بخصوص مشاريع لم يتم إنجازها من طرف مجموعته الاقتصادية، في الآجال المتفق عليها في العقود. بيد أن الاتحاد الوطني للمستثمرين، أمس الأربعاء، تبرا من اجتماع منتدى رؤساء المؤسسات وأرباب العمل والمركزية النقابية وحرص على تأكيد عدم مشاركة أي من أعضائه في الاجتماع الذي أبرزت فيه المركزية النقابية وعدد من منظمات أرباب العمل ورؤساء مؤسسات دعمهم لعلي حداد. كما استنكر إقحام الاتحاد في اللائحة التي توّجت لقاء الأوراسي. وتظهر التطورات المتسارعة توتر العلاقة مبكرا بين الوزير الأول ومنظمات رجال الأعمال بسبب ما اعتبروه ”إهانة رئيس الحكومة لرئيس منتدى رؤساء المؤسسات”. وتطرح تساؤلات بقوة حول مصير العقد الاجتماعي والاقتصادي بعد سنوات طويلة من الانسجام والهدنة بين سيدي السعيد والحكومة في عالم التشغيل، فرضها هذا الأخير حتى يضبط الجبهة الاحتجاجية.