واصل المصلون لليوم الثامن على التوالي، عزوفهم عن دخول المسجد الأقصى المبارك، عبر البوابات الإلكترونية، التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي عند مداخل المسجد. ونقلت و”فا” تصريحات مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني قال فيها، إن المصلين أدوا صلاة الفجر خارج أسوار الحرم القدسي، وسيواصلون اعتصامهم حتى إزالة البوابات الالكترونية والغاء اجراءات الاحتلال بحق الأقصى. وأضاف أن الأوضاع في القدس ما زالت متوترة بشكل عام، خاصة بعد ارتقاء ثلاثة شهداء أمس الجمعة، وإصابة العشرات. وأوضح أن بعض حراس المسجد الأقصى ممن دخلوا قبل أيام للمسجد دون المرور عبر البوابات الإلكترونية ما زالوا يتواجدون في المسجد من أجل حمايته الوقوف في وجه المستوطنين المقتحمين. وفي السياق ذاته، شنت قوات الاحتلال، حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من قياديي حركة ”فتح” في المدينة المقدسة. من جهته طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله: ”دول العالم وقواه المؤثرة، خاصة الأممالمتحدة بالتدخل العاجل والفاعل لنجدة القدس وتوفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا فيها، الذين يمارس جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ضدهم أبشع أعمال القتل والتنكيل، والتي كان آخرها جريمة قتل ثلاثة شبان في القدس”. وحذر الحمد الله ”حكومة الاحتلال من مغبة الاستمرار في مخططات تهديد وتهويد المسجد الأقصى، وزرع البوابات الإلكترونية على مداخله للتضييق على المصلين فيه، ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وكرامة ”. وأعلن الرئيس الفلسطيني، وقف جميع الاتصالات مع الاحتلال، إلى حين التزامه بإلغاء الإجراءات التي اتخذتها، مؤخرا، في المسجد الأقصى. وشهدت مواقع متفرقة من الضفة الغربيةوالقدس وقطاع غزة، منذ صباح أمس، مسيرات نصرة للمسجد الأقصى، ومواجهات مع القوات الإسرائيلية، رفضا للبوابات الإلكترونية التي أقامتها الشرطة الإسرائيلية على مداخل الأقصى. وأسفرت تلك المواجهات عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة أكثر من 400 آخرين جراء استخدام القوات الإسرائيلية الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة في قمع المتظاهرين. واعتبرت حركة ”حماس”، مساء الجمعة، تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بشأن تجميد الاتصالات مع إسرائيل على خلفية أحداث القدس، ”بلا معنى بدون إطلاق يد المقاومة ووقف التنسيق الأمني”. وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، في تغريدة على حسابه بموقع ”تويتر”، إن ”تصريحات عباس لن يكون لها معنى إلا برفع العقوبات عن غزة، ووقف التنسيق الأمني، وإطلاق يد المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي”. و”التنسيق الأمني”، بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية، هو أحد بنود اتفاق أوسلو، الموقع بين منظمة التحرير وإسرائيل عام 1993، وينص على تبادل المعلومات بين الأمن الفلسطيني وإسرائيل. يشار إلى أنّ الرئيس الفلسطيني يرفض فكرة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويعتبر أن المفاوضات والخيارات السياسية الحل الأمثل لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية. من جهتها هددت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة ”حماس”، يوم الجمعة، بتفجير انتفاضة جديدة. وقالت إنّ ”تجرّؤ العدو على الأقصى وحربه ضد القدس، سيحرك الجمر تحت الرماد وسيشعل انتفاضة القدس”. وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم ”القسام”، في تغريدة نشرها عبر حسابه على ”تويتر”، إن ”صدى” الممارسات الإسرائيلية تجاه الأقصى والقدس ”سيقض مضاجع قادة العدو وسيفجر بطولات متجددة بإذن الله”. الاحتلال يستهدف الصحافيين للتغطية على إرهابه واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية، استهداف الاحتلال للصحافيين، محاولة للتغطية على إرهابه وقمعه لأبناء الشعب الفلسطيني، الذين لبوا نداء نصرة أكدت الوزارة في بيان لها أمس، أن الجرائم التي طالت مصوري وكالة (وفا) في القدس والخليل، وفضائية (معا) في بيت لحم، تثبت حاجة الإعلاميين الفلسطينيين للحماية الدولية من احتلال ينتهك كل المواثيق. وحيت الوزارة الصحافيين الفلسطينيين عمومًا، والمقدسيين خصوصًا، الذين يبدعون في نقل صورة فلسطين وصوت حريتها، بالرغم من قمع الاحتلال ووحشيته وبطشه. ويواصل عشرات المقدسيين وموظفي الأوقاف الإسلامية رباطهم أمام أبواب المسجد لأقصى المبارك، رافضين الدخول إليه عبر البوابات الإلكترونية التي وضعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت ”وفا” إن عشرات المقدسيين يؤدون صلاتهم في الشارع الرئيسي بمنطقة باب الأسباط وسط تواجد مكثف لقوات الاحتلال، أعقبها هتافات مناصرة للأقصى”.