تحولت العديد من المعالم الأثرية بوهران إلى مفارغ عشوائية هذه الصائفة في ظل الوضعية الكارثية لها على غرار مواقع أثرية ببلدية بطيوة والمعلم الكبير لحصن ”سانتا كروز” الواقع بقمة جبل مرجاجو ويتواجد به أيضا ضريح مولاي عبد القادر الذي يعد متنزه العائلات الوهرانية والسياح الأجانب الذين يزورون الولاية. ويقصد هذا المعلم خلال هذه الأيام أفواج لا تعد ولاتحصى من السيارات والمغتربين والسياح من داخل وخارج الوطن. طلبا للاستجمام ومشاهدة وهران من أعلى قمة جبل مرجاجوا. إلا أنه بمجرد أن تطأ أقدامك الجبل تغرق في القذارة من شدة الأوساخ. زيارتنا إلى الموقع كانت في نهاية الأسبوع وكان الاختناق المروري شديدا إلى أن وصلنا إلى حصن ”سانتا كروز” الذي يشهد ترميم وتأخر في الأشغال ولم تسلم بعد قلعة مولاي عبد القادر لعدة ساعات بسبب ارتفاع عدد السياح الوافدين إلى المنطقة. الغريب هو الوضعية الكارثية التي ألمت بالموقع من خلال انتشار أطنان النفايات واكتساحها للموقع، بزحف مخلفات السياح وغياب حملات نظافة وتدخل مصالح النظافة بانتقال الشاحنات إليها إلا بأسابيع لاسيما وأن المسالك المتدهورة والصعبة لن تبلغها الشاحنات ما جعل الموقع يحتضر في عز الأيام السياحية. فغياب حاويات أو سلل المهملات أو نقاط رمي ووضع النفايات جعل من الموقع الغابي مساحة لرمي النفايات التي غطت المساحات المخصصة للتنزه، والمتأمل لوهران من شرفة الهضبة يري مشهد زحف الأوساخ من المنحدرات الجبلية، كما أدى غياب مشاريع التهيئة الغابية إلى زيادة الطين بلة وغياب مصالح البيئة وكل الأطراف الفعالة لاحتواء الوضعية الكارثية الأمر الذي يعلمه المسؤولين ويدركون بأن وضعية المكان تتطلب حملة استعجالية. كراسي وطاولات محطمة غياب مرافق للجلوس وتجهيزات سبق لمحافظة الغابات أنها قامت بتجهيز العديد من الغابات إلا أن مشهد جبل مرجاجو في موقعه السياحي بمولاي عبد القادر كارثة عظمى، فالحجرات الصغيرة المنجزة تحولت إلى مراحيض وانتشار الروائح الكريهة المنبعثة منها ما يعكر جلوس السياح والقاصدين إليها في غياب حملات النظافة. وفي الوقت الذي أعلن فيه والي الولاية الجديد مولود شريف عن حملات يرعاها شخصيا لاحتواء النقاط السوداء وأكوام القذارة التي خلقها الرمي العشوائي للأوساخ والمفارغ غير قانونية مطالب اليوم بالتدخل العاجل لاحتواء معضلة أخرى تمس وهران في فصل الصيف خاصة وأن السياح أخذوا صورة سلبية. وأشارت العديد من العائلات ل”الفجر”، عن غياب حملات التنظيف وإهمال الموقع وطالبت بضرورة نفض الغبار عن المنطقة التاريخية والسياحية وشن حملات تنظيف وغرس الوعي وتجهيز المتنزه الذي فقد بريقه بالرغم من كونه موقع سياحي بامتياز بحكم طبيعته الخلابة. وسبق أن زاره ملك إسبانيا رفقة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سابقا ورصدت للموقع أموال طائلة آنذاك لجعله موقع سياحي بحكم احتوائه على ”سانتا كروز” الحصن المقدس من قبل الأوروبيين إلا أن وضعيته اليوم أصبحت لا تسر الزائر. في ظل حالة الإهمال التي آل اليها.