نأى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بنفسه، يوم الأحد، عن الموقف الذي تبناه الرئيس دونالد ترامب بشأن أحداث العنف العنصرية التي شهدتها مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا، قائلا أن ”الرئيس يتكلم عن نفسه”. وأضاف تيلرسون القول خلال استضافته في برنامج ”فوكس نيوز صانداي”: ”لا أعتقد أن أحداً يمكنه التشكيك في قيم الشعب الأمريكي أو عزم الحكومة الأمريكية” على ”الدفاع عن هذه القيم”. وتابع القول ”نعبر عن القيم الأمريكية انطلاقا من وزارة الخارجية. نحن نمثل الشعب الأمريكي وتمسكه بالحرية والمساواة بين الأفراد في العالم أجمع، وهذه الرسالة لم تتغير يوما”. رداً على سؤال عما إذا كان موقفه هذا ينطبق على ”قيم الرئيس”، اكتفى الوزير بالقول ”الرئيس يتكلم عن نفسه”. وقتلت امرأة (32 عامًا)، يوم 12 أوت، في شارلوتسفيل، حينما أقدم أحد النازيين الجدد على دهس متظاهرين مناهضين للعنصرية بسيارته. وأثار ترامب جدلا كبيرا حين أكد أن مسؤولية أعمال العنف تقع على عاتق الجانبين، دون إدانة صريحة للعنصرية. ولم يندد تيلرسون علنا بتصريحات ترامب، لكنه فضل التذكير بالخطاب الذي ألقاه في غمرة الجدل بشأن تلك الأحداث لافتا: ”أدليت بتعليقاتي في خطاب في وزارة الخارجية” في 18 أوت. ويومها، أدان تيلرسون أمام طلاب ”العنصرية والتعصب بكل أشكالهما”، داعيا إلى مصالحة وطنية. وقال ”يجب أن نسعى اليوم لتضميد الجراح”. مضيفا: ”علينا أن نسعى نحو المصالحة والفهم والاحترام بدون النظر إلى لون البشرة أو العرق أو الدين أو وجهة النظر السياسية. وأوضح أنّ ”العنصرية شر وهي أخلاقيا ضد المبادئ الأمريكية”، مستشهدا في ذلك بالرئيس الراحل أبراهام لينكون (1809-1865). واعتبر أولئك الذين يتبنون خطاب الكراهية بأنهم ”يسممون الحوار الوطني ويدمرون البلد الذي يدعون حبهم له”. وفي السياق، نشبت صدامات في مدينة بيركلي بولاية كاليفورنيا الأمريكية مساء الأحد بين مؤيدين للرئيس دونالد ترامب وآلاف آخرين معارضين له نزلوا للتظاهر ضدهم، لكنهم اشتبكوا معهم لتنتهي المواجهة باعتقال قوات الأمن حوالى 15 شخصا، بحسب الشرطة، وهي المرة الأولى التي يتصارع فيها أنصار رئيس أمريكي مع معارضين له. وأظهرت صور فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ناشطين معارضين لترامب يهاجمون بشكل واضح مؤيدين له وصحافيين. وقالت وسائل إعلام محلية ”أن المظاهرة التي بدأت سلمية تحولت إلى اشتباكات بين معسكرين في منتزه لوثر كينغ جونيور الذي أغلق أمام العامة”. وبدأت الصدامات حين قام مئات الناشطين المناهضين للفاشية والذين ارتدوا ملابس سوداء باجتياز الحواجز التي وضعتها الشرطة للفصل بينهم وبين التظاهرة المؤيدة للرئيس وشعارها ”ضد الماركسية في أمريكا” والتي كان عدد المشاركين فيها أقل بقليل من عدد المشاركين في التظاهرة المضادة. وعمد المشاركون في التظاهرة المضادة إلى تطويق مؤيدي ترامب على وقع هتافات ”لا لترامب، لا للكو كلاس كلين، لا لأمريكا فاشية” و”أيها النازيون عودوا إلى منازلكم”. وقالت الشرطة التي اقتادت عددا من أنصار الرئيس ممن كانت وجوههم مغطاة إلى خارج المنتزه، أنها اعتقلت 14 شخصا، غالبيتهم لانتهاكهم حظر ارتداء أقنعة أو لحملهم هراوات أو أسلحة بدائية أخرى. ولم توضح الشرطة كم عدد الموقوفين من كل معسكر.