كشفت منظمة الصحة العالمية أن 800 ألف شخص ينتحرون سنويا بمعدل حالة واحدة كل 40 ثانية، مشيرة إلى أن أكثر من 78٪ من حالات الانتحار تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وجاء في بيان المنظمة أن أكثر من 800 ألف شخص يلقون حتفهم سنويًا كل عام بسبب الانتحار، بمعدل حالة واحدة كل 40 ثانية، وأن هناك علاقة بين الانتحار والاضطرابات النفسية، خاصة الاكتئاب والاضطرابات الناجمة عن تعاطي الكحول، دون تجاهل الحالات التي تحدث ”فجأة” نتيجة انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة؛ مثل المشاكل المالية وانهيار العلاقات العاطفية والأسرية وغيرها من الآلام والأمراض المزمنة. وأشارت المنظمة إلى أن الانتحار يُعد ثانى أكبر أسباب الوفاة لمن تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 29 عاماً، مؤكدة أن الانتحار ”مشكلة خطيرة للصحة العمومية” يُمكن تلافيها عبر التدخلات الآنية بإعداد استراتيجيات شاملة متعددة القطاعات للوقاية من الانتحار. وأشارت المنظمة إلى أن الحروب والنزاعات والكوارث وسوء المعاملة والشعور بالعزلة تعزز من السلوك الانتحار، إذ يشهد العالم ارتفاع في معدلات الانتحار بين الفئات المستضعفة والتي تًعاني من التمييز، مثل اللاجئين والمهاجرين. ويستخدم نحو 30٪ من المنتحرين المبيدات الحشرية للتخلص من حياتهم، فيما يستخدم آخرون الشنق والأسلحة النارية. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الانتحار من الأمور التي يمكن الوقاية منه، عبر مجموعة من التدابير التي يمكن اتخاذها مثل الحد من فرص الوصول إلى وسائل الانتحار، تطبيق سياسات الكحول للحد من استخدام الكحول على نحو ضار، والتشخيص والعلاج والرعاية المبكرة للمصابين باضطرابات نفسية أو الاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان والآلام المزمنة والاضطرابات العاطفية الحادة. وقالت المنظمة إن إعداد وسائل الإعلام للتقارير بطريقة مسؤولة قد يُساهم في الحد من أعداد المنتحرين، كما أن تدريب العاملين الصحيين غير المتخصصين في تقييم وإدارة السلوك الانتحاري وتوفير رعاية المتابعة للأشخاص الذين أقدموا على الانتحار وتوفير الدعم المجتمعي لهم قد يكون سبيلا لخفض عدد المنتحرين. وجاء في صحيفة وقائع المنظمة المنشورة على الموقع الإلكتروني لها أن وصمة العار التي تحيط بالاضطرابات النفسية والانتحار تعني أن كثيرا ممن يفكرون في وضع حد لحياتهم أو حاولوا الانتحار سيتعذر عليهم طلب المساعدة، وبالتالي لن يحصلوا على المساعدة التي تمس حاجتهم إليها. ونشرت منظمة الصحة العالمية أول تقرير لها بخصوص اعتبار الانتحار مشكلة صحية عامة عام 2014 بعنوان ”الوقاية من الانتحار: ضرورة عالمية بهدف زيادة الوعي بأهمية منع الانتحار ومحاولات الإقدام عليه من منظور الصحة العمومية، وإلى جعل الوقاية من الانتحار أولوية قصوى على جدول أعمال الصحة العمومية العالمي. كما يهدف التقرير إلى تشجيع البلدان ومساعدتها في تطوير أو تعزيز استراتيجيات شاملة للوقاية من الانتحار في سياق نهج متعدد القطاعات للصحة العمومية”. إلا أن المنظمة تعود وتؤكد أن قضية الوقاية من الانتحار لم تعالج بشكل كاف بسبب ضعف الوعي بالانتحار كمشكلة صحة عمومية رئيسية ولكونه من المحظورات في كثير من المجتمعات مما يحول دون مناقشته علنا، حسبما ورد في التقرير الذي جاء فيه أن 28 بلدًا فقط وضعوا استراتيجية وطنية للوقاية من الانتحار. لم يقم سوى عدد قليل من البلدان بإدراج الوقاية من الانتحار ضمن أولوياتها الصحية، ولم يذكر سوى 28 بلدا فقط وجود استراتيجية وطنية للوقاية من الانتحار.