وشهد شاهد من أهلها.. وشهد شاهد على المؤامرة التي أحيكت من سنوات ضد سوريا، فقد أقر حمد بن جاسم رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري الأسبق بكل تفاصيل المؤامرة من يومين في لقاء بثه التلفزيون القطري، أقر دون ضغط ولا تعذيب، بل أقر تحت ضغط القطيعة مع المملكة التي كانت هي الأخرى شريكا له في الجرم. يقول بن جاسم إنه ”لما بدأ موضوع سوريا - حتى لا يقول الحرب على سوريا - توجهت إلى المملكة وقابلت الملك عبد الله وقتها وشرحت له الموضوع وقال لي نحن معكم، امشوا في هذا الموضوع ونحن ننسق معكم”. ويضيف ”كان كل شيء يذهب إلى تركيا - ويعني بهذا السلاح والمقاتلين - بتنسيق مع القوات الأمريكية والأتراك والسعودية وقطر (…) ثم أوقفنا دعم جبهة النصرة وبقي التركيز على تحرير سوريا، والآن بشار موجود، وليس لدينا مانع في بقائه، لأنه كان صديقنا، لكن ما دام غيرتم موقفكم، قولوا لنا، فنحن معكم في خندق واحد”. بن جاسم لم يقل شيئا جديدا على الذي كررناه سنوات منذ بداية تنفيذ المخطط الأمريكي في المنطقة، فقد قالها بكل التفاصيل، إن بلاده والمملكة وتركيا إردوغان وأمريكا هي من كانت تمد الإرهابيين بالسلاح وتعمل على إرسال الإرهابيين إلى سوريا لإشاعة الخراب، الذي يسميه هذا الخائن ب”التحرير”، ولم يقل ممن يحررها، فهل من بشار الذي يلتف حوله أحرار سوريا؟ لم يقل بن جاسم من سيتحمل الخراب والدمار الحاصل هناك، ومن يتحمل ذنوب كل الضحايا والسبايا واللاجئين، ومن غرقوا في قوارب الموت، من يتحمل ذنوب الأطفال في الملاجئ تحت البرد والثلج..؟ هل تستحق سوريا أن تتآمر عليها كل هذه القوى؟ الخائن القطري الذي جاء يحاول تبرير موقف بلاده لتبرئتها من تهمة دعم الإرهاب التي توجهها لها دول المقاطعة، أثبت العكس ؛ أثبت أن بلاده تمول الإرهاب وتشيع الفوضى، وتتآمر على شعوب آمنة. شهادة بن جاسم التي أدلى بها بكل برودة، ولم يرف له جفن رغم خطورة ما قال، تحمل المسؤولية لكل من ساهم في التدمير، إذ هي شهادة مجرم حرب، وعلى الحكومة السورية والشعب السوري وكل أحرار العالم أن يرفعوا قضايا في المحكمة الدولية لمتابعة كل الأطراف التي تحدث عنها الرجل الذي لم يكن مواطنا عاديا بل وزيرا أول ووزير خارجية وصاحب العقد والحل في القرار القطري وقتها، فقد قال إنها كانت تنسق لتمرير السلاح والإرهابيين إلى سوريا.. إنه اعتداء صارخ على بلاد مستقلة لتدميرها وقتل شعبها وتشريد أطفالها.. إنها جريمة لا تقل بشاعة عن محرقة اليهود، وما تعرضوا له على يدي هتلر. روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في دمشق، قال منذ أسابيع إن ”اللعبة انتهت في سوريا”، وبن جاسم يقر بأسماء اللاعبين المجرمين الذين دمروا سوريا في مقامرة دنيئة.