تتوافد العائلات بدائرة إينغر بتمنراست على الواحات الجميلة ذات الكثبان الرملية بقصد العلاج أو الاستمتاع والترفيه عن النفس، بحيث يعتبرها سكان المنطقة الملاذ الوحيد للاستجمام. فبالنظر لما منحته القدرة الإلهية لهذه الواحات من مناظر طبيعية جميلة وخلابة حتى أضحت هذه الفضاءات مملوءة عن آخرها خلال فترة ما قبل المغرب، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض وإلى غاية أوقات متأخرة من الليل. فمن أجل العلاج يستخدم الاستحمام بالرمال، وهي طريقة تقليدية شائعة بالمنطقة وباتت ممارستها تشهد انتشارا واسعا بين الجنسين على مدار السنوات الأخيرة، بحيث يتم إنشاء هذه الحمامات الرملية من خلال حفر فوهات كبيرة وسط الرمال الساخنة ويوضع بداخلها المريض لمدة زمنية معينة، يتم أثناءها تغطية كافة جسمه بالرمال من الرجلين إلى غاية الذقن باستثناء الوجه. وبعد الانتهاء من الحمام من الضروري للمريض احتساء الحساء المعروف بالمنطقة لإعطاء مفعول للمعالج. حسب الحاجة جمعة التي تجاوز عمرها الخمسين، فإن الحمام الرملي وعلاوة على مزاياه العلاجية لبعض أمراض المفاصل والعظام، فهو يسمح بالتخلص من إفرازات الجسد بفعل التعرق. كما أن الكثبان الرملية أو كما يسمى بمنطقة الصحراء الكبرى ”العرق” يسمح بتسهيل عملية الولادة للحامل ذات الشهر التاسع، وذلك بالمشي على الأقدام صعودا ونزولا من أعلى العرق وإلى غاية أسفله. وأكدت ذات المتحدثة أنه وبالرغم من الفوائد العلاجية الجمة للدفن بالرمال، إلا أن الحمامات الرملية الساخنة لا ينصح بها لبعض العلاجات وغير مسموح بها للمرضى المصابين بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. كما اعتادت العائلات على دفن كسرتهم في عمق التراب بعد تحصيل الحطب لإشعال النار على رمال العرق وجعله المكان الذي تطهى تحت لهبه الكسرة (الخبز المصنوع بالبيت) والتي تعتبر الأمهات إعدادها غير مكلف، حيث بمجرد إعدادها توضع مباشرة في دائرة من التراب الساخن من أجل طهيها. ولا تخلو هذه الجلسات من احتساء الشاي برفقة الأقارب والأصدقاء على الكثبان الرملية التي تستهويهم لتحلو بجلسات الأنس والسمر، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة الشديدة، يستغل فيها الأطفال الفرصة للعب والتزحلق والتزلج على العرق بوسائل تقليدية والتأرجح بأشجار النخيل. وفيما يستغل سكان منطقة إينغر الكثبان الرملية أو ما يسمى ب”أفراق” والسواقي المارة بالواحات، وهي نابعة من الفقارات، فهي عذبة وطبيعية لها ميزة خاصة تميزها عن مياه الحنفية داخل البيوت، بحيث أنها تضفي بريقا على الملابس بعد غسلها، خاصة ذات اللون الأبيض التي تغسل بالساقية وتجفف على الكثبان الرملية، فتجعل لها لمعانا خاصا. نفس الشيء بالنسبة للأفرشة والأغطية بحيث يستخدم الجريد أو سعف النخل لنشر ملابس الصوف لكي لا يلتصق بها الرمل حسب معتقدات سكان المنطقة.