ألغى وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، زيارته إلى بغداد بعد أن رفضت الحكومة العراقية زيارة كان الوزير الألماني يرغب في إجرائها إلى إقليم كوردستان. وذكرت مجلة ”دير شبيغل” الألمانية، بأن ”زيغمار غابرييل ألغى زيارة إلى العراق كانت مقررة خلال أسبوعين، بسبب خلافات مع الحكومة العراقية حيال زيارته إلى إقليم كوردستان”. وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، رفض وساطة غابرييل لحل أزمة بغداد مع اقليم كوردستان. ونقلت الصحيفة بأنّ العبادي عارض بطريقة ”غير دبلوماسية”، خطة غابرييل لزيارة الإقليم بعد زيارة بغداد في إطار وساطة بين الجانبين لحل الأزمة التي تفجرت غداة الاستفتاء ووصفتها بالإهانة. وذكر تقرير دير شبيغل أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حاولت بدورها إقناع العبادي خلال محادثات هاتفية بينهما بالموافقة على زيارة غابرييل، لكنّ الأخير رفض بشدة. وتقيم ألمانيا علاقات جيدة مع كوردستان. وبحسب الصحيفة، يشكل تدريب ألمانيا لقوات البيشمركة وإمدادها بالسلاح هو ملف يشكل مصدر قلق لبغداد. ومنذ عام 2014 دربت ألمانيا نحو 10 آلاف مقاتل من البيشمركة وقدمت مئة مليون دولار كمساعدات للقوات الكوردية في إطار الجهود لمحاربة الإرهاب. وكان وزير الخارجية الألماني كان قد أجرى في 19 أفريل الماضي زيارة إلى أربيل واجتمع مع رئيس إقليم كوردستان مسعود البارزاني ورئيس الحكومة نيجيرفان البارزاني. وتفجرت أزمة غير مسبوقة بين أربيل وبغداد بعدما دعا بارزاني إلى استفتاء استقلال الإقليم عن العراق جرى تنظيمه في 25 سبتمبر الفائت. وشمل الاستفتاء مدن: أربيل، السليمانية، دهوك، حلبجة، خورماتو، خانقين، مندلي، جلولاء، قرتبه، سنجار، الربيعة، نمرود، وبرطلة. لكن الاستفتاء واجه رفضا تاما من قبل الحكومة العراقية والدول الإقليمية والاتحاد الأوربي ومجلس الأمن الدولي، حيث اعتبر خطرا على العراق ويعيق الحرب التي تجري ضد ”داعش”. كما أعربت الولاياتالمتحدة عن رفضهما لإجراء الاستفتاء، وقد شرعت كل من تركياوإيران في مناورات عسكرية في المناطق الحدودية، كما أغلقت إيران أجواءها للطائرات. وبعد الاستفتاء فرضت بغداد جملة اجراءات على أربيل شملت حظر الطيران الدولي في مطارات الإقليم، كما فرضت قيودا على التعاملات المالية وسيطرت على معظم المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك. وتطالب بغداد أن يعلن اقليم كوردستان ”الغاء” نتائج استفتاء الاستقلال، فيما ترى أربيل ذلك مستحيلا، إلا أنها عرضت تجميد النتائج. وتشير تقديرات إلى أن نسبة الأكراد في العراق تتراوح بين 15 في المئة و20 في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ 37 مليون شخص. وعلى مدار عقود، واجه الأكراد موجة من القمع قبل أن ينالوا حكما ذاتيا في عام 1991.