قامت المكتبة الوطنية، أول أمس، بتسليم "وسام العمداء" للأستاذ محمد الصالح الصديق في احتفالية فكرية تكريمية، عرفانا له بالمجهودات التي بذلها في سبيل إثراء الفكر والثقافة في الجزائر والوطن العربي. ضمت الاحتفالية شهادات حية ممن عرفوا الأستاذ محمد الصالح الصديق وشاركوه في بعض مراحل حياته، حيث اعتبر الدكتور أمين الزاوي مدير المكتبة الوطنية، الأستاذ جزءا لا يتجزأ من ذاكرة المكتبة، "فهو حاضر على الدوام بكتاباته التي تركها كإرث فكري ثقافي لجيل الغد". أما الشيخ عبد الرحمان شيبان، فقد كانت شهادته من منطلق رفقته الدائمة للأستاذ الصديق أثناء تحصيله العلمي، وقال إنه "ظاهرة ثقافية، أدبية، تربوية ووطنية لا يمكن أن تتكرر مرتين". كما تحدث الشيخ عبد الرحمن شيبان عن مسيرة الأستاذ محمد الصالح النضالية إبان الثورة التحريرية، حيث أوكلت له مسؤولية الحفاظ على المال والسلاح، ليتم تعيينه لاحقا مسؤولا عن الإعلام للثورة في طرابلس الغرب عن طريق "صوت الجزائر" بالإذاعة الليبية. وفيما يخص أسلوب محمد الصالح في الكتابة، قال الشيخ شيبان بأنه يتميز بالسلاسة في العبارات المستعملة، وكذا بطريقة تناول قضايا غاية في الدقة. من جهته، أعطى الدكتور عبد الرزاق فسوم لمحة وجيزة عن سيرة الأستاذ في حقل المعرفة، وذكر بأن أسلوبه يتميز بالتنوع المعرفي داخل الوحدة الثقافية، له منهج صادق وجوانب الإنتاج الفكري لديه متعددة كونه يستلهمها من الينبوع النبوي، السنة والقرآن الكريم، عرف بحبه للوطن فهو القائل "سأصون عرض الجزائر، كما أصون عرض أبنائي". وفي شهادته التي أدلى بها للحضور، تعرض الأستاذ إسماعيل ميرة إلى نشاطات محمد الصالح الصديق كصحفي بارز إبان الثورة، حيث نشرت له عدة مقالات في صحيفة "صوت الطالب الزيتوني"، وكان أول كتاب له تحت عنوان "أدباء التحصيل" بأربعة أجزاء، ويضيف الأستاذ ميرة أن صدور هذا الأخير في تونس كان له أثر كبير في مختلف الأوساط العلمية والأدبية، لأنها لم تر قبل ذلك عملا فكريا هاما يصدر لطالب مايزال في حلقات الدروس وكانت للأستاذ محمد الصالح عدة مشاركات إيجابية بمؤتمرات سلام عالمية كالتي ترأسها بليبيا صائفة 1986.