تعود الجزائريون في السنوات الماضية على تنظيم حفلاتهم في الصيف لأنها تأتي بينما يكون غالبية الموظفين والعمال في عطلة، إلا أن هذا العام انتعش الطلب على قاعات الحفلات في كل أيام السنة، الذي أرجعته معظم العائلات التي تحدثنا إليها إلى تراجع تكاليف العرس في أيام السنة مقارنة بالصيف، إذ تشهد معظم السلع تراجعا في السعر، خاصة مستلزمات الحلويات، وكذا تنخفض تكاليف إيجار قاعات الحفلات، التي تشهد ارتفاعا جنونيا في الصائفة إذ تصل إلى 14 مليون سنتيم، ومع تدني القدرة الشرائية للمواطن الجزائري يجد نفسه مجبرا على إكمال نصف الدين متى أتيحت له الفرصة لذلك• ومن جهته السيد سي علي رئيس اللجنة الوطنية لقاعات الحفلات أرجع إقدام المواطنين على إقامة حفل الزواج في كل أيام السنة للضيق الذي تعرفه معظم الأسر في منازلها، مما يجبرها للجوء لقاعات الحفلات لاستقبال المدعوين، والتي تشهد نقصا فادحا بسبب غلق عدد هائل منها والذي قدر ب88 بالمائة في الجزائر العاصمة من مجموع 289 قاعة، وذلك بعد إصدار المرسوم التنفيذي رقم 205 القاضي بتحديد شروط استغلال قاعات الحفلات والأعراس، فأصبح من الصعب جدا الحصول على قاعة وينبغي على المعني بالأمر القيام بالحجز المسبق قبل أسابيع أو شهور من موعد الحفل الذي يتقرر في النهاية وفق توفر القاعة• وقد يحدث أن يتأجل حفل الزفاف إلى السنة المقبلة لعدم العثور على قاعة، كما قد يضطر أهل العروس إلى إقامة الحفل بينما ينتظر أهل العريس أسبوعا بعد ذلك لإقامة الحفل من جهتهم، لعدم توافق موعد حجز القاعة بينهما، مثلما حدث للآنسة حورية التي تحدثنا إليها والمقبلة على الزواج في نهاية شهر جويلية وستضطر إلى البقاء في بيت والديها أسبوعا بعد حفل الزفاف، إلى غاية أن يقام حفل عائلة العريس• وعل صعيد آخر أكد لنا أصحاب قاعات الحفلات الذين تحدثنا إليهم أن قاعاتهم تشهد إقبالا كبيرا للعائلات على مدار كل الأيام، بسبب نقص القاعات التي تجبر الكثير من مالكيها على رفع سعر الإيجار•