واتفق أوباما وغريمته في سباق الترشيح الديمقراطي هيلاري كلينتون على ضرورة مغادرة القوات الأمريكية, لكن أوباما قال إنه سيسحبها فورا إذا انتخب, مع تأكيد رفضه الانسحاب "المتسرع". وأثارت دعوات أوباما لمحاورة إيران انتقادات كلينتون ومرشح الحزب الجمهوري جون ماكين. والتقت وفود أمريكية وإيرانية في بغداد العام الماضي لبحث الوضع الأمني في العراق, وجرى اثنان من اللقاءات على مستوى السفراء. وشككت هيلاري في التحسن الأمني وقالت "طيلة السنوات الخمس الماضية سمعنا باستمرار من الإدارة بأن الأمور تتحسن.. لكن في كل مرة يخفق القادة العراقيون في تحقيق النجاح". أما ماكين فدعا إلى الإبقاء على القوات المقاتلة وقال إن أي انسحاب سيستلزم عودة القوات لتخوض حربا أكبر, وإن إعلان واشنطن إخفاقها يعني انتصار القاعدة وزيادة النفوذ الإيراني. واتهم كروكر إيران بتقويض جهود حكومة العراق لإحلال الأمن, وتحدث عن استمرار "الخروقات" على الحدود السورية العراقية. كما تحدث كروكر عن ضرورة إبرام اتفاق مع الحكومة العراقية حول تواجد عسكري طويل المدى, ليمكن تنظيم العمليات الأمريكية بعد نهاية العام الجاري, خاصة مع انتهاء سريان قرار الأممالمتحدة الذي يحكم تواجد القوات الأمريكية هناك, لكنه أوضح أن الاتفاق لن ينص على إقامة قواعد دائمة. طالب المتنافسان على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، السيناتور باراك أوباما والسيناتور هيلاري كلينتون بسحب قوات الاحتلال الأمريكية من العراق، فيما اختلفت آراءهما حول كيفية الانسحاب وأجله. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن أوباما قوله - خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ لتقرير قائد القوات في العراق الجنرال ديفيد بتريوس، والسفير الأمريكي هناك آيان كروكر- : إن على الولاياتالمتحدة أن تضع جدولاً زمنياً لسحب قواتها من العراق لكي تضع ضغوطا على الزعماء العراقيين تدفعهم للبحث عن السلام. وأشار المتنافس الديمقراطي إلى ضرورة القيام بضغوط محسوبة ومتزايدة، ومنها وضع جدول زمني للانسحاب. كما دعا أوباما إلى البدء في حوار مع إيران حول كيفية تحقيق الاستقرار في العراق، قائلا : "إذا كان المالكي (رئيس الورزاء العراقي) لا يرى غضاضة في علاقة طبيعية بين بلاده وإيران، فلماذا لا نتحدث معها نحن". اما السيناتور هيلاري كلينتون فأعربت عن اعتقادها خلال الجلسة نفسها بأن الوقت قد حان للبدء في عملية منظمة لسحب القوات الأمريكية من العراق. يأتي ذلك فيما، قال المرشح الجمهوري السيناتور جون ماكين، الذي حضر الجلسة أيضا، إنه يرى فرصة حقيقية الآن لإحراز النجاح في العراق وأن أي سحب للقوات قد ينجم عنه فشل يستدعي عودة أمريكا إلى تلك البلاد وخوض حرب جديدة أكثر اتساعا وكلفة. وقال الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القوات الأمريكية في العراق، إن التقدم الذي أحرزه الجيش الأمريكي في البلاد منذ ربيع العام الماضي "هش"، ودعا إلى تعليق سحب القوات بعد شهر جويلية المقبل "من أجل حماية المكاسب التي تم إحرازها حتى الآن" على حد قوله.