اختتمت، أول أمس، بباريس فعاليات "بانوراما سينما المغرب" في دورتها الثالثة التي جرت بمشاركة جزائرية ومغاربية، وتمحورت مجمل الأفلام السينمائية حول مواضيع المنفى والهجرة التي ترصد التحولات التي لحقت المجتمع المغاربي. وكانت افتتاحية التظاهرة الثقافية بفيلم "الحطاب" للمخرج الجزائري محمد بوعماري الذي فقدته الساحة الفنية الوطنية سنة 2006، الفيلم يعتبره النقاد نقطة تحول في تاريخ السينما الجزائرية، وتطرق بوعماري في "الحطاب" إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع الجزائري في السبعينات من خلال سيرة رجل شارك في الثورة وعمل بكد ليجد نفسه فجأة ومع وصول الغاز إلى المنازل من دون مصدر رزق، كما يسلط الفيلم الضوء على الطبقة الرأسمالية التي بدأت تظهر مع موجة التصنيع التي وصلت إلى مناصب وظيفية عالية بالاستغلال الطبقة الكادحة، وقد حرص المنظمون على التذكير ببوعماري أحد كبار المخرجين الجزائريين الذي كان اضطر للهجرة القسرية عام 1994 كغيره من المثقفين الجزائريين. وإلى جانب هذا الفيلم تم عرض "شاشة الخريف" لعلاء الدين سليم و"ثلاث سويسات" لخالد غريب وعملا آخر للمثل محمد قاسمي. أما المشاركة التونسية فقد اقتصرت على الأفلام القصيرة التي خصص لها في هذه الطبعة جائزة خاصة، على غرار فيلم "النفايات" للتونسي لطفي عاشور إلى جانب أفلام مغربية أخرى كفيلم بوسلهام ضعيف "مانكان" ومحمد مفتكر "آخر الشهر" وفيلم "سارة" لخديجة ليكلير. وتهدف "بانوراما السينما المغاربية" التي جرت فعاليتها بضاحية سان ديني الباريسية وشهدت منذ انطلاقها نجاحا وتوافد حوالي أربعة آلاف من المشاهدين، إلى تعريف المهاجرين من الجالية المغاربية والفرنسيين بهوية السينما المغاربية.