وتنظم الدورة الثالثة من التظاهرة بين 10 و13 جانفي المقبل في ضاحية سان ديني الباريسية بهدف تعريف المهاجرين وأبنائهم وكذلك الفرنسيين بهوية هذه السينما التي شهدت منذ انطلاقها نجاحا وتوافد حوالي أربعة آلاف مشاهد على عروضها العام الماضي. و ستفتتح التظاهرة هذا العام بفيلم "الحطاب" للمخرج الراحل محمد بوعماري الذى توفي عام 2006، و هذا الفيلم وحده يشكل مؤشرا على قيمة السينما الجزائرية. حيث أنجز الفيلم في 1972 وشكل نقطة تحول تدل على ولادة السينما الجزائريةالجديدة التي شهدتها مرحلة السبعينيات، إذ حرص المنظمون على التذكير ببوعماري أحد أكبر المخرجين الجزائريين الذي كان اضطر للهجرة القسرية عام 1994 ككثير من المثقفين الجزائريين. لكن السينما ظلت في قلب ودم هذا المخرج الذى تتلمذ على يد "رينيه فوتييه" في سيناماتيك الجزائر. ويعالج فيلم "الحطاب" التحولات الاقتصادية والاجتماعية التى طرأت على المجتمع الجزائري في السبعينيات من خلال سيرة رجل شارك في الثورة وعمل بكد ليجد نفسه فجأة ومع وصول الغاز إلى المنازل من دون مصدر رزق. في هذه الأثناء تجد زوجته لها مكانا في أحد مصانع النسيج التى فتحت أبوابها في القرية المجاورة. ويسلط الفيلم نظرة عميقة على العالم القروي في مواجهة زحف التصنيع الذي يتواكب و ولادة طبقة اجتماعية وصلت إلى مناصب وظيفية بالاستغلال و دون جهد يذكر. و من المفروض أن تولي البانوراما هذا العام اهتماما خاصا بالفيلم القصير الذي ستكون له جائزة للمرة الأولى تمنحها لجنة من الطلاب الثانويين. وكانت صناعة الفيلم القصير شهدت تحسنا ونموا في المغرب العربي في السنوات الأخيرة. ثم يأتي الاهتمام بالوثائق في المرتبة الثانية، حيث تقدم أفلام وثائقية "لرحمة بن حمو مدني" و التى تصور أهلها وحياتهم بين المنفى في فرنسا وبيتهم في الجزائر محاولة استطلاع ذاكرة بلادها. وتتضمن البانوراما طاولة مستديرة حول السينما و المجتمع في المغرب، إضافة إلى لقاءات مع المخرجين والفنانين، كما تحيي أمسيات موسيقية مع فنانين وفرق موسيقية من المغرب.