فتحت مؤخرا سينما المغرب وللمرة الأولى في تاريخها أبوابها للأفلام الجزائرية وأخرى تونسية بعد أن كانت مقتصرة على الأفلام المغربية بحيث تتطرق في دورتها الثالثة إلى مواضيع المنفى والهجرة والأحلام وتستعيد الذاكرة وتحاول رصد تحولات المجتمعات. وافتتحت تظاهرة بانوراما الأفلام بالمغرب بعمل للمخرج الجزائري الراحل "محمد بوعماري " الذي توفي عام 2006، وقد أنجز الفيلم عام 1972 و شكل نقطة تحول جد هامة في تاريخ السينما الجزائرية، ويعالج فيلمه "الحطاب" التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع الجزائري في السبعينات من خلال سيرة رجل شارك في الثورة وعمل بكد ليجد نفسه فجأة ومع وصول الغاز إلى المنازل من دون مصدر رزق. وفي السياق ذاته وفي إطار البانوراما وعلاقتها بالإنتاج السينمائي الجزائري ،قدم الفيلم القصير وهو شريط وثائقي بعنوان "انه الأحد" للممثل الجزائري محمد قاسمي الذي يمر عبره إلى وراء الكاميرا ، إضافة لفيلم "شاشة الخريف" لعلاء الدين سليم و"3 سويتات" لخالد بن غريب. كما جاء فتح البانوراما المغربية الأبواب أمام الأعمال الجزائرية لتكشف إنتاجا جزائريا آخر بأرضها و على رأسه فيلم "ارزقي المتمرد" للمخرج الجزائري جمال بن ددوش وهو احد الأفلام التي أنتجتها فعاليات الجزائر عاصمة للثقافة العربية والفيلم يعود إلى مرحلة تأميم الأراضي في منطقة القبائل في القرن التاسع عشر. وقد أولت بانوراما سينما المغرب هذه المرة اهتماما بالغا للفيلم القصير هذه السنة الذي كانت له جائزة للمرة الأولى تمنحها لجنة من الطلاب الثانويين لما شهدته صناعة هذا الأخير من تحسن في المغرب العربي. وتضمنت البانوراما من جهة أخرى طاولة مستديرة حول السينما والمجتمع في المغرب إضافة إلى لقاءات مع المخرجين والفنانين كما تم إحياء أمسيات موسيقية مع مغنيات وفرق موسيقية من المغرب. وكانت الأيام فرصة لالتقاء وجوه فنية مغاربية.