تحولت خطط الحكومة السورية بإيلاء اللغة العربية الرعاية والاهتمام إلى برامج عمل يومي. وبات بإمكان زوار العاصمة دمشق والمدن الكبرى في سوريا ملاحظة التعريب على لافتات أسماء المحال التجارية، فيما تجري مناقشات لتطوير أداء المعلمين ومراعاة الفصحى في المعاملات الرسمية. وتقول عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق ميرنا سعود إن المحافظة بدأت منذ أشهر برنامجا لتعريب أسماء المحلات التجارية عبر الطلب من أصحابها كتابة الاسم بكلمات ذات معنى عربي. وأشارت إلى أن القرار يتيح كتابة تلك الأسماء بالحروف اللاتينية أسفل العربية على ألا تشغل مساحة أكثر من نصف مساحة الاسم بالعربية. ورغم أن القرار مس علامات تجارية محلية معروفة بالسوق، تجاوب التجار تجاوبا كبيرا. وتضيف أن المحافظة حرصت أيضا على أن تستخدم المحلات الجديدة التي ستفتح أسماء عربية. فيما استثني من ذلك القرار المحال التي تمثل فروعا لوكالات عالمية. ويشكل القرار المتصل بالمحال التجارية مرحلة واحدة ضمن مجموعة إجراءات ستطول خاصة التركيز على العملية التعليمية في الجامعات والمراحل الأولى من التعليم. ويشير أستاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق طلال مصطفى إلى أن الجامعات السورية خاصة جامعة دمشق تولي اهتماما خاصا باللغة العربية معروفا على مستوى المنطقة. وأوضح أن الجهود المتعلقة بإبراز اللغة العربية في التعليم العالي السوري قديمة. مشيرا إلى أن جامعة دمشق عربت مناهجها خاصة في الكليات العلمية الطب والهندسة منذ فترة طويلة، في وقت يدرس فيه المنهاج في الجامعات العربية باللغة الأجنبية. وستشمل الخطوات الجديدة لتمكين اللغة العربية التركيز على المدارس والتعليم قبل الجامعي. وتشير عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق إلى خطوات على مستوى المدارس تهدف إلى دفع الطلاب للاهتمام بجمالية اللغة العربية، والتأكيد على تكلم المعلمين والمعلمات باللغة الفصحى في المدارس. وقد قدمت سوريا إلى القمة العربية، التي عقدت مؤخرا في دمشق، اقتراحا بتوصية لإيلاء اللغة العربية الاهتمام الكافي تم اعتمادها بالتوصيات الختامية.