وأوضح زيدان، نقلا عن موقع الجزيرة نت، أن المؤتمر خصص للبحث عن أسباب اندثار هذه المخطوطات، وأوضح أن المخطوطات المطوية هي تلك المؤلفات التي اختفت واختبأت لسبب أو لآخر، مشيرا إلى "النصوص التي وصلتنا عناوينها دون محتواها"• وتساءل زيدان لماذا اشتهرت مؤلفات واختفت أخرى؟ وأين ذهبت أصول الأعمال العلمية المبكرة؟ ولماذا اختفت ترجمة حنين بن إسحاق للكتاب المقدس مع أنه أشهر مترجم في تاريخ العرب والمسلمين؟ وهل كان عصر التدوين عصرا للتدوين الحر؟ أم عصر استكتاب في أمور معينة؟ وما تقنيات الحذف وأنماط الاستبعاد التي أدت إلى فقدان الكثير من المؤلفات المبكرة؟ وأشار زيدان إلى أن اندثار المخطوطات قد يكون جراء عامل الزمن، ولكن هناك عامل طي مقصود، منها إزاحة السلطات لبعض المؤلفات وبعض المؤلفين حتى غاب ذكرهم وانطوى أمر ما كتبوه• وقد طويت بعض المخطوطات عبر كتابة النص العربي بحروف غير عربية أو الجمع بين أكثر من لغة في نص واحد مكتوب بالحرف العربي، مثل مقدمة "المثنوي" لجلال الدين الرومي و"كشاف اصطلاحات الفنون" للتهانوي• ومن أبرز المحاور التي سيناقشها الباحثون العرب والأجانب المشاركون في المؤتمر الأعمال المفقودة في التراث العربي والمؤلفون المجهولون والعوامل المؤدية إلى إزاحة مؤلفات بعينها وطيها والخصائص العامة للنصوص المطوية و"دخول النصوص في المدونات الكبرى وانزواؤها بها وأثر الدعاية السلطوية على بقاء المؤلفات وانتشارها واختفائها• يشار إلى أن التراث العربي يمتد لقرون من الزمان لم ينشر منه إلا قدر ضئيل لا يتعدى 10% من مجموعه الذي لم يزل مخطوطا• وأكد زيدان أن العناوين التي أوردها النديم في الفهرست وحاجي خليفة في "كشف الظنون" وغيرها من الكتب تشير إلى أن ما تحت أيدينا من نصوص تراثية مخطوطة كانت أم مطبوعة نسبة للبقية من تراثنا لا تكاد تتعدى ال10% من مجموع هذا التراث•