أشار محمد العربي الزبيري في مقدمة الكتاب إلى أن كل مقالات خليفة بن قرعة متساوية من حيث الدقة والبلاغة في التعبير ومن حيث الأسلوب السهل الممتنع، وأن المؤلف حاول أن يحيط القارئ بالعلاقات الجزائرية الفرنسية من زواياها الأساسية التي خصص لكل واحدة منها مجموعة من الحلقات المتكاملة رغم اختلاف عناوينها• احتوى الكتاب على مقال "اليرابيع السوداء" الذي نشره خليفة بن قرعة في 23 فيفري 2000، والذي تناول فيه بعض الأحداث التاريخية المهمة التي وقعت في الجزائر، حيث يعود بنا إلى الفترة التي هجرت فيه أعداد كبيرة من اليهود إلى الجزائر، حيث يذكر المؤرخون أنه في عام 70 لميلاد السيد المسيح شتت القائد الروماني تيتوس التجمع الثاني لبقايا مملكة يهودا التي حطمها القائد البابلي "نبوخذ نصر" منذ أكثر من أربعة قرون، ويشير المؤلف إلى الاستقبال والتعامل الجيد الذي لاقاه اليهود في الجزائر، لكنهم كانوا في كل مرة يقابلون ذلك بالجحود والنكران من خلال وقائع وأحداث تاريخية• وفي مقاله "ماي المجمرة والمفخرة" يتساءل خليفة بن قرعة عن الإنجازات التي حققتها جمعية 8 ماي، ويؤكد أن الجميع كان ينتظر منها أن تحقق إنجازات لكنها لم تفعل ذلك، وقدم خليفة بن قرعة مجموعة من النماذج للعمل التاريخي الذي سيعزز الثقة بين الجزائروفرنسا، والتي أحصاها في ثلاث نقاط وهي تقيم الديون المشتركة بين الشعبيين، وتقديم اعتذار رسمي من فرنسا على ما لحق الجزائريين من مظالم، وثالثا إلغاء روح الاستعلاء التي تميز - حسبه - الشريك القديم• واحتوى الكتاب على مقالات أخرى حاول من خلالها المؤلف أن يشرح من وجهة نظره العلاقات الفرنسية الجزائرية• تجدر الإشارة إلى أن خليفة بن قرعة أستاذ مساعد للفكر السياسي والإعلام بجامعتي بسكرةوالجزائر، وهو إطار بالإذاعة الجزائرية وأستاذ مشارك ومحاضر في بعض المؤسسات العمومية والخاصة في الإعلام والاتصال، وكان أن تدرج في الإذاعة الجزائرية من محرر مقدم للأخبار منذ 1974 إلى منتج لعديد البرامج الثقافية والسياسية خاصة المجلة الثقافية، ورئيس تحرير للأخبار بها، وانتخب أمينا وطنيا مكلفا بالإعلام في اتحاد الصحافيين والكتاب والمترجمين الجزائريين منذ 1984، كما انتخب عضوا في المجلس الأعلى للإعلام منذ 1990•