انطلقت الطبعة الثالثة للتظاهرة الثقافية والسياحية والصناعات التقليدية بدار الثقافة مفدي زكريا بورفلة وذلك بمشاركة 80 عارضا ما بين الورشات والحرف التقليدية والجمعيات والنوادي المهتمة بالقطاع السياحي والثقافي والصناعات التقليدية، جاء أغلبهم من مدينة ورفلة، تفرت، ونقوسة بمساهمة ومشاركة ولايتي البويرة، وبسكرة• والمميز في الأيام الثقافية والسياحية والصناعات التقليدية مشاركة المرأة الجزائرية بقوة إذ تمثل نسبة 96% من مجموع العارضين في مختلف العروض التقليدية والصناعات الحرفية والفنون التشكيلية المختلفة، محاولة بذلك إعادة بعث أعمال النسيج الصوفية المختلفة، وصناعة الأواني المنزلية بسعاف النخيل ومستلزمات البيوت الصحراوية، إذ يبدو أنها شعرت بضرورة استعادة دورها القيادي، وقد تكون حملت على عاتقها مهمة النهوض بالفعل الثقافي الذي كانت مغيبة عنه، وذلك من خلال مشاركتهن المكثفة في التظاهرة وإنشاء الورشات الحرفية في كل من ورفلة، تفرت ونقوسة إلى جانب قيادة تأسيس الجمعيات والنوادي المهتمة بالفعل الثقافي والسياحي والصناعات التقليدية، سواء أكان ذلك بالنسبة للمرأة الماكثة بالبيت إذ بدأت تعرف بعض الأسر تحولا إلى الأسرة المنتجة أو المرأة العاملة غير المتفرغة للعمل التقليدي، تقوم بهذه الأعمال كناشطات ثقافية وأعمال ثانوية في ساعات الفراغ، وهو الجانب الذي أطلعتنا عليه إحدى العارضات، أساتذة التعليم الثانوي وهي تعتبر صناعة الزربية وبعض الصناعات التقليدية إبداعا فكريا وفتيا مثلها مثل الأعمال والإبداعات الفنية الأخرى، وشتى أصناف أعمال الديكور والاستخدمات المختلفة للأواني المصنوعه من سعاف النخيل، والنحاسية منها• حجرة الاستقبال اليوم كانت عبارة عن خيمة صحراوية مفروشة بأرقى ما صنعته المرأة المبدعة من زرابٍ وأفرشة تضفي عليها أنامل رسام اللوحات سحرا في كل ركن من أركان أو زاوية من زوايا الخيمة الصحراوية في تناسق بين الطبيعة والألوان ومواقع الأواني وشتى صنوف طقم الشاي، لتؤكد بذلك إحساسا فنيا بثقافة الديكور الحديثة في جمالية غاية الإبداع• وتسرد إحدى العارضات بالقول إن بعض النساء لازلن يعتبرن صناعة الغزل والنسيج والصناعات التقليدية تخلفا عن أقرانهن المتحضرات وتقول العكس هو الصحيح• إلى جانب ذلك حفلت التظاهرة ثقافيا ورياضيا بالأمسيات الشعرية، والسهرات الفنية من طبوع المنطقة وكذا الألعاب والفلكلور، وسباق الإبل والبارود• كما استعرضت الوكالات السياحية والأسفار جانبا مما توفره من خدمات سياحية عبر الخطوط الجوية الجزائرية داخليا والخطوط الخارجية تجاه المغرب، مصر، دول الخليج العربي• وسياحية داخلية للمواقع والآثار التاريخية في الحضارات ما قبل التاريخ بالوسائل التقليدية عبر الإبل والسيارات رباعية الدفع إلى الهفار، الطاسيلي، العرق الشرقي، كريمة، تماسين، هلاله، سدراته مواقع تنتظر الاستثمار•